عام التراث الإسلامي.. مثل بقية الأعوام

03 يناير 2019
علي الرميص/ ليبيا
+ الخط -
منذ تأسيسها في كانون الثاني/ يناير عام 1981، وضعت "المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة" (الإيسيسكو) أهدافاً عديدة وأكثر من خطّة عمل تتجاوز مضامينها العمل الثقافي بحدوده الضيقة، إلا أن معظمها لم ينجز على الأرض وتمّ الاكتفاء بعقد المؤتمرات التي توصي عادة بتنبي ثقافة الحوار والسلام والوئام بين المذاهب والأديان.

ترفع المنظّمة أيضاً شعارات التنمية التي وضعت لها جملة استراتيجيات حول تدبير الموارد المائية في العالم الإسلامي، وتطوير التعليم الجامعي، والتكافل الثقافي لخدمة قضايا المسلمين التنموية والحضارية، وتطوير التكنولوجيا الحيوية، وتنمية السياحة الثقافية وإدارة مخاطر الكوارث وانعكاسات التغيرات المناخية، وكلها منشورة على موقعها الإلكتروني وعند تصفحها تجد مشاريع وموازنات وآليات عمل لم ينفّذ معظمها حتى اليوم.

وعلى الموقع ذاته تتصدر أخبار عبد العزيز بن عثمان التويجري مدير عام المنظمة الذي عيّن في منصبه منذ عام 1991 ويُجدد له كلّ بضع سنين، حيث تُنشر كلماته الترحيبية عند عقد كل فعالية للمنظّمة أو عند دعوته لحضور مناسبة ثقافية هنا وهناك، أو عند تكريمه من قِبل مسؤول أحد البلدان الأعضاء.

نجد ضمن أهداف (الإيسيسكو) التعريف بالصورة الصحيحة للإسلام والثقافة الإسلامية، وحين نبحث عن إصداراتها لن نجد سوى أربعة عشر كتاباً حول تعليم الصلاة وتعليم الكتابة والقراءة والسيرة النبوية وأصول الفقه، وربما يكون أهمّها معجمين جرى إعدادهما بطريقة بدائية يتضمنا مسرداً لمفردات في لغتي الهوسا (يتحدث بها عشرات الملايين في أفريقيا الغربية) والبهاسا (يتحدث بها عشرات الملايين في جنوب شرقي آسيا) ومعانيهما بالعربية.

أعلنت المنظمة، قبل أيام، تحديد العام 2019 كعام للتراث في العالم الإسلامي، وذلك تنفيذاً لقرار المؤتمر الإسلامي العاشر لوزراء الثقافة، داعية الدول الأعضاء إلى اتخاذ الإجراءات اللازمة لتخليد هذا الحدث المهم.

لم يوضّح الإعلان ماهية هذه الإجراءات، أو البرنامج الثقافي الذي يتضمّنه هذا العام، أو المخطوطات التي قد يجري تحقيقها أو الإصدارات التي يمكن أن تعرّف بهذا التراث، واقتصر على التذكير بـ"عراقة تاريخ العالم الإسلامي وبتميز موروثه الحضاري والثقافي الغني والمتنوع، بفضل انفتاحه وتفاعله أخذاً وعطاءً، مع الثقافات الإنسانية المتعـددة المصادر، ومن خلال إبداعات المفكرين والمثقفين والعلماء والأدباء والشعراء والفنانين والمعماريين".

تظلّ اللازمة التي تكرّر عند كل اجتماع أن حثّت "الإيسيسكو" الدول الأعضاء على تنظيم أسابيع ثقافية حول التراث الثقافي المقدسي، بمناسبة الاحتفاء بالقدس الشريف عاصمةً للثقافة الإسلامية لعام 2019، وتفعيل توأمة عواصم الثقافة الإسلامية للعام الحالي مع المدينة المقدسة، من دون مراجعة وتقييم لجدوى هذه الاحتفالية التي أقرت سنة 2005 وجرى توزيعها على ست وأربعين مدينة حتى اليوم، ولم نلحظ مخرجات لكل تلك المدن سوى صورة باهتة يعكسها حفلي الافتتاح والختام.

المساهمون