"الانطباعيون والفوتوغراف": بالقرب من ديغا ومانيه

06 ديسمبر 2019
("راقصات خَضراوات" لإدغار ديغا، من المعرض)
+ الخط -

حين رسَم الفنّان الفرنسي كلود مونيه "انطباع شروق الشمس" عام 1873، مثّلت لوحته تلك علامة أساسية لرموز المدرسة الانطباعية الذين قدّموا أسلوباً يستنند إلى نقل الحدث من الطبيعة أو الواقع مباشرة كما تشاهده العين بعيداً عن أية تزويقات أو انزياحات.

ركّز هذا العمل على الانعكاس المركزي المرتبط بالضوء واللون وتموّجاته المتحوّلة التي تظلّ في حالة تغيّر دائم، والذي يشير إلى عمق العلاقة بين اللوحة الانطباعية والفوتوغراف، حيث أن الفنانين أنفسهم كانوا يمارسون التصوير، وهو ما تؤكده تلك التقاطعات المتعلقة بالتقاط حركة المرئي بأسرع ما يمكن.

حتى السادس والعشرين من الشهر المقبل، يتواصل معرض "مانيه، ديغا.. الانطباعية والتصوير الفوتوغرافي" الذي افتتح في الخامس عشر من تشرين الأول/ أكتوبر الماضي في "متحف تيسن بورنيميزا" في مدريد.

يشير بيان المعرض إلى أنه "منذ اكتشاف تقنيات الطباعة الفوتوغرافية على الورق في نهاية ثلاثينيات القرن التاسع عشر، كانت الصلات بين التصوير والرسم وثيقة للغاية، مثل لي غراي، وغاسبار فيليكس تورناشون المعروف بـ "نادر"، وأوغين أدلبرت كوفيليه، وأندريه أدولف أيوغين ديسدريه".

ويوضح أن "هؤلاء المصورين حفّزوا إدوارد مانيه وإدغار ديغا والعديد من الانطباعيين الشباب على تطوير طريقة جديدة للنظر إلى العالم، حيث اكتسب التصوير انطباعيةً، ليس كمصدر أيقوني فحسب، بل وأيضاً كمصدر إلهام تقني، سواء في الملاحظة العلمية للضوء أو في تمثيل مساحة غير متماثلة، وكذلك في استكشاف العفوية والغموض البصري".

ونظراً لتأثير الفوتوغراف على الانطباعية، بدأ حينها بعض المصوّرين يشعرون بالقلق بشأن أهمية صورهم والبحث عن صيغ لجعلها أكثر دقة وتأثيراً، وهو ما يحاول المعرض تقديمه من خلال التركيز على التأثيرات المتبادلة بين التصوير الفوتوغرافي والرسم، دون نسيان الجدل المثمر بين النقاد والفنانين في فرنسا خلال النصف الثاني من القرن التاسع عشر.

ينقسم المعرض الذي يديره القيّم الفني بالوما ألاركو، إلى ثمانية أقسام بحسب الموضوع؛ هي: الغابة، والمياه، والحقل، والآثار، والمدينة، والبورتريه، والأجساد العارية، والحركة، والتي تتقارب مساحات العمل بين الرسامين والمصورين فيها.

المساهمون