شيراز الجزيري.. فلامنكو وطرب أندلسي

20 مايو 2019
شيراز الجزيري
+ الخط -

قلما جرى التعامل مع كلمات الأغاني العربية بوصفها ثقافة تستحق النقل من لغة إلى أخرى، حتى حين يتعلق الأمر بكبار المطربين العرب كأم كلثوم وفيروز، وكلما تعلق الأمر بالأغنيات فإن ما ينتقل بين الشعوب حقاً هو اللحن.

لكن أستاذة الأدب والحضارة الإسبانية شيراز الجزيري، قامت بتجربة نقل بعض الأغنيات التونسية إلى الإسبانية، حيث ترجمت مجموعة من أعمال الفنان التونسي الهادي الجويني مثل "مكتوب" و"تبّعني" و"تحت الياسمينة في الليل" و"يالّي عيونك في السما" و"سمرا يا سمرا".

وقامت بترجمة أغنية فتحية خيري "ما أحلى ليالي إشبيليّة"، وفي كل حفل تقدمه المؤدية بين فترة وأخرى تقدم هذه الأغنيات مستعدية الغناء التونسي العريق والمنفتح على الثقافات لحناً وكلمة.

فالجويني بحسب ما تذكر الجزيزي في إحدى مقابلاتها مزج الألحان الإسبانية التقليدية بالتونسية وقدمها بشخصية جديدة، لذلك كانت ألحانه في البداية مستهجنة ولم تلق القبول الذي تستحق، ولكنها لاحقاً وجدت طريقها إلى قلب وأذن المتلقي التونسي والعربي أيضاً.

أما أغنية "ما أحلى ليالي إشبيلية"، وهي لمن يدقق في كلماتها أقرب إلى محاكاة لأغنية "ليالي الأنس في فيينا" التي صدحت بها أسمهان قبل خيري.

إلى جانب الترجمة والتوجهات الأكاديمية للجزيري، سجّلت الفنانة التونسية بعض الأغنيات باللغتين الإسبانية والعربية كما كتبت نصوص بعض الأغاني ولحنتها بنفسها، وسجلت أغانٍ من أميركا اللاتينية مثل المكسيك والأرجنتين وكوبا، تمزج الفنانة في أدائها بين الفلامنكو والسالسا والتانغو.

لا يمكن القول إن الجزيري صاحبة أداء مؤثر بمعنى التطريب، لكنه أداء ممتع لصاحبة شخصية مثقفة وهذا يظهر في خياراتها وتجاربها المتنوعة وتنقلها بين اللغات والألحان بمختلف أشكالها كلاسيكية وغجرية وأندلسية وشرقية.

الجزيري تقف عند العاشرة من مساء الغد، في فضاء "لو ريو" في العاصمة التونسية، لتقدم أمسية من الفلامنكو والطرب الأندلسي.

المساهمون