أصوات غائمة

12 مايو 2020
بهرام دبيري/ إيران
+ الخط -

أشياء بعيدة

آهٍ ثم آهٍ
لو أُتوْئمُ نورساً
فيرقّ لي
إن تهتُ في ريشي
ويرثيني
إذا انحبس الغناءْ

آهٍ ثم آهٍ
لو يُريني البحرُ
وشماً غابراً في ساعديْهْ
فأستدلّ على الطريقِ
من الرمادِ
إلى الحريقْ

آهٍ ثم آهٍ
لو يضيق الجرحُ
في نهري
فيصمت أو يغنّي
أو يجيء إليَّ
في ضوء النشيدْ

آهٍ ثم آهٍ
لو تُصافيني الجبالُ
فلا تطولُ عليَّ
تدعوني إليها
مثل سنجاب صغيرْ

آهٍ ثم آهٍ
لو تمد الدالياتُ
إليَّ إبريقاً
فأحسبها غزالاتٍ
وتحسبني نديماً
كالرياح مع السحاب

آهٍ ثم آهٍ
لوْ خيالُ الماءِ
يمسكُ راحتي
ينسابُ بي
في مائهِ
فأكون أنا الخيالْ

آهٍ ثم آهٍ
لو أمد الطرفَ
في أعماق ماءٍ
خلف غيم لم يجئ
فأرى يدَ البحر البعيدْ

آهٍ ثم آهٍ
لو تعلِّمني الموانئُ
بعض أسرار المساءِ
فلا أقوم الليل
إلا للصلاةْ

آهٍ ثم آه
لو أروِّضُ سروةً
فتسير خلفي
أينما غامرتُ
في الأرض اليباب
...
آه ثم آهْ


■ ■ ■


إطلالة

دمعةٌ
على إفريز الحِبرْ
تُطلُّ
وأنا أطلُّ
مِثلَها
عليها
وعليَّ
نَاسيَيْنِ
أنَّنَا
لسنا اثنينْ


■ ■ ■


أمام المرآة

لا يُشبهني
هذا الوجهُ الذي أشهده
في المرآةْ
هذي المرآةْ
لا تشبه
مرآة الماء
التي أشهد فيها
وجهي
ربما
مرآتي تشظتْ
ربما وجهي تشظى
ربما نحن رحلنا
ولما نستيقظْ

الصباح جاء باكراً
ليلقاني
وجد الباب مغلقا
فعاد إلى الليل


■ ■ ■


ناحية المساء

هذا الفهدُ
القاطنُ
في فروته المجزوزةْ
ياما خلَب الأشجارَ
برقص الريحِ
وتيه النهرِ
وتطريز الطاووسْ
يحكي الآنَ
لنا وله في دمعٍ
عن رحلة نملاتٍ
في فوديْهْ


■ ■ ■


قصيدة

تقذفُ صوتاً
عليَّ
وما في يدي أيُّ قوسٍ
فأسقطُ
تحت الصمتْ
ولكنها
بعدَ أن تتذكَّرَ
وجهي
الذي كم جَثا قُربها
تتلطُّفُ
تفرشُ لي
حضنَها
ثم تقرأ
في شفتيَّ
القصيدة


■ ■ ■


امرأة

في الرصيف الخفيِّ
أمرُّ
تمرُّ معي امرأتان
قِدِّيستانْ
واحدةٌ
خلتُها هي أُمي
التي رحلتْ
وأخرى
خلتُها هي أُمي
التي رحلتْ
فوقفتْ


* شاعر من المغرب

دلالات
المساهمون