إصدارات.. نظرة أولى

16 ابريل 2019
هيدي كايل/ ألمانيا
+ الخط -

في زاوية "إصدارات.. نظرة أولى" نقف على آخر ما تصدره أبرز دور النشر والجامعات ومراكز الدراسات في العالم العربي وبعض اللغات الأجنبية ضمن مجالات متعدّدة تتنوّع بين الفكر والأدب والتاريخ، ومنفتحة على جميع الأجناس، سواء الصادرة بالعربية أو المترجمة إليها.

هي تناولٌ أوّل لإصدارات نقترحها على القارئ العربي بعيداً عن دعاية الناشرين أو توجيهات النقّاد. قراءة أولى تمنح مفاتيح للعبور إلى النصوص.

مختارات هذا الأسبوع تتوزّع بين الفكر والعمارة والتاريخ والفلسفة والمسرح والنقد الأدبي.

■ ■ ■


تصدر قريباً عن دار "نينوى" ترجمة قاسم مقداد لكتاب "حضارة: كيف تأمركنا" للمفكر الفرنسي ريجيس دوبريه. يحاول الكتاب الإجابة عن سؤال ما الحضارة؟ وكيف تولد وكيف تموت؟ ويضرب أمثلة على حضارات العالم القديم، فيعود بنا إلى أمثلة من اليونان القديمة والإمبراطورية الرومانية، ويتطرق إلى القواعد الثابتة تاريخياً والتي تنتقل من خلالها الهيمنة الحضارية والثقافية وتخترق الثقافات والحضارات الأخرى. يحاول دوبريه تفكيك الطرق التي تشرّبت بها الثقافة الفرنسية بشكل خاص والأوروبية عموماً، الحضارة الأميركية من خلال الحياة اليومية.


"ثقافة العرض المسرحي.. دراسة سيميولوجية" كتاب جديد للباحث العراقي أحمد شرجي، صدر عن "دار ومكتبة عدنان". يعتمد الكتاب نماذج تطبيقية قُدمت على الخشبة عن نص "ريتشارد الثالث" لشكسبير نموذجاً من أجل دراسة العلامة في المسرح، والنص الجنين، ونص العرض الجنين، ونص المتفرج الجنين، وأنظمة علامة النص، والوقوف عند مختلف التحولات التي تعرفها العلامة المسرحية، والكشف عن دلالتها الاجتماعية والثقافية، ويخلص إلى أن العرض المسرحي ينتمي إلى ثقافته المنتجة، ويمّر بتحولات كبرى عند انتقاله إلى سياق ثقافي آخر.


عن منشورات جامعة "كامبريدج" صدر حديثاً كتاب "خوض حرب الشعب"، للباحث في "لندن كوليج" جوناثان فينيل. الكتاب عمل توثيقي تاريخي يكشف العلاقة بين الصراعات والتغيير الاجتماعي السياسي، من خلال تقديم بانوراما تاريخية لـ "جيوش المواطنين" في بريطانيا وأستراليا وكندا والهند ونيوزيلندا وجنوب أفريقيا، التي كانت أساس جيوش الكومونويلث في الحرب العالمية الثانية. يستند المؤلف إلى مصادر جديدة تكشف تجربة زمن الحرب وكيف ساهمت تلك الحقبة في تزييف مجتمعات ما بعد الحرب في أوروبا، وفقاُ لتعبير الكاتب.


صدر مؤخراً عن "الهيئة المصرية العامة للكتاب" كتاب "الباتافيزيقا.. فلسفة الحلول الخيالية"، لأستاذ النقد المسرحي سيد خطاب (1966 – 2018). يتطرّق الكتاب إلى أشكال مسرحية تتسم بالعفوية والبدائية، حيث تختفي المفاهيم المختلفة للعقدة لتظهر الحلول الخيالية بديلاً لها، في تداخلات زمانية ومكانية في طرح مضاد للمنطق الصوري، ليصبح المسرح مجالاً للعبٍ طفولي عناصره البراءة والحيوية والجهد البدني، وقد بدأ تداول مصطلح الباتافيزيقا منذ تسعينيات القرن التاسع عشر، على يد المسرحي الفرنسي ألفريد جاري، في سياق نقده للفلسفات الميتافيزيقية.


"المشهد الشعري في البصرة" عنوان الكتاب الذي صدر حديثاً للناقد العراقي جميل الشبيبي، عن "منشورات اتحاد الأدباء والكتاب في البصرة"، ويضم مجموعة من القراءات المختارة للجيل الثاني من الشعراء في المدينة الذي ظهر في ستينيات وسبعينيات القرن الماضي، مثل عبد الكريم كاصد، وحسين عبد اللطيف، وكاظم الحجاج، ومصطفى عبد الله، ومحمد طالب محمد، وكيف تأثروا بتجارب بدر شاكر السياب ومحمود البريكان وسعدي يوسف. كما تناول شعراء قصيدة النثر المعاصرة، ومنهم جواد الحطاب، وعبد الله حسين جلاب، وهاشم تايه، وكريم جخيور، وفرات صالح.


صدر حديثاً كتاب "فيلسوف القلب: الحياة المضطربة لسورين كيركيغارد"، للباحثة البريطانية كلير كارلايل، عن "منشورات ألين لين". يتتبع الكتاب سيرة الفيلسوف الدنماركي (1813 - 1855) الذي انطلق في مؤلّفاته من إشكالية أساسية تتمثل بـ"كيف تكون إنساناً في العالم؟"، حيث يعدّ مؤسس الوجودية من خلال إعادة استكشافه إمكانات الإيمان المسيحي وتجديده، باعتباره مسألة عاطفية ذاتية لا يمكن أن تنشأ بواسطة رجال الدين، وأن الإيمان لا يأتي مرة واحدة وإلى الأبد، كما تدرس تأثير علاقته بخطيبته السابقة ريجين أولسن على كتاباته.


صدر حديثاً كتاب "فتجنشتاين وفي اليقين"، للكاتب أندي هاميلتون، عن داري ابن النديم والروافد الثقافية، بترجمة مصطفى سمير عبد الرحيم. يعد العمل مدخلاً موسعاً وشاملاً لكتاب "في اليقين" للفيلسوف النمساوي، ويتصدّى بالخصوص للمرحلة المتأخرة في حياته، حيث يمثل كتاب "في اليقين" آخر محطة في فكر فتجنشتاين وذروة عطائه الفلسفي، على الرغم من أنه كتبه أثناء مرضه الذي أودى بحياته. يضم الكتاب أفكاراً وقضايا لطالما شغلت مباحث الأبستمولوجيا، كالسعي وراء اليقين والصدق والمعنى، والصراع مع المذاهب الفلسفية كالشكوكية والمثالية والواقعية.


عن "الدار المصرية اللبنانية" صدر كتاب "التنوير الإسلامي الصراع بين الدين والعقل في العصر الحديث"، لمؤلفه الباحث كريستوفر دو بلليج، وبترجمة بدر الرفاعي. يعود الأكاديمي البريطاني إلى عام 1798، ليوضح الكيفية التي استقبل بها المشرق الممارسات والقيم التي أنتجها الغرب في ما يعرف بعصر الحداثة، من ذلك تبني الطب الحديث، ويرصد التغيرات التي طرأت على المجتمع الإسلامي من ناحية حضور المرأة اجتماعياً والعمل السياسي، ويناقش الرواية الغربية حول المجتمع في تركيا وإيران وبلاد الشام ومصر في تلك الفترة.


يصدر قريباً عن منشورات "برنستون" كتاب "العمارة الصينية" للباحثة نانسي شتاينهارد، الذي يتضمن مسحاً لأصول وتطور العمارة الصينية من الألفية الأخيرة قبل الميلاد إلى اليوم. يتطرق الكتاب إلى إنجازات الصين المعمارية بين أسوارها الأولى ورؤية الإمبراطورية، ثم مباني الدولة الشيوعية في القرن العشرين. تقدم شتاينهارد أول مسح شامل للهندسة المعمارية الصينية، بالتزامن مع السياق السياسي والتاريخي الغني الذي يغطي أربعين قرناً من العمارة، من نشأة البناء الصيني حتى القرن الحادي والعشرين، وتحديات التوسع الحضري والعولمة.


عن "دار البوكيلي" صدر حديثاً كتاب "تافراوت ومدرستها العتيقة في ذاكرة التاريخ"، للباحث المغربي الحسن بن الحسين توفيق التجاجتي، الذي يتناول الحواضر العلمية في منطقة سوس جنوب المغرب، ومنها تافراوت التي يعود تاريخ تأسيس مدرستها إلى القرن الحادي عشر، مع ازدهار طرق التصوّف وبروز عدد من رموزه في المدينة، مثل علي الدرقاوي والمختار السوسي. يضم الكتاب أربعة فصول تناقش الواقع القبلي وتأثيراته الاجتماعية والاقتصادية وإنشاء مركز حضري ضمّ المدرسة التافراوتية العتيقة، والفقهاء الذين تعاقبوا على حلقات التدريس فيها.

دلالات
المساهمون