مارك روثكو.. استعادة ثورة التجريد

14 ابريل 2019
(من المعرض)
+ الخط -
يعدّ الفنان الأميركي الروسي، مارك روثكو (1903 -1970) أحد أبرز المجدّدين ضمن المدرسة التعبيرية بعد الحرب العالمية الثانية حيث نادى بكسر تقاليد الرسم ونال شهرة واسعة نتيحة لأسلوبه المغاير، كما بيعت لوحاته خلال العقود الأخيرة بعشرات الملايين.

تأثّر بشكل كبير بفلسفة نيتشه وكانت له رؤية ثورية في السياسة والفن عبّرت عنها تنظيراته التي قادته في بداية تجربته إلى المزج بين تأثير السريالية والفن التجريدي والتكعيبية، لكنه عاد ووظّف الرموز والأشكال التي تستند إلى خلفية ميثولوجية في أعماله التي دمجت الأنماط الأوروبية للسريالية والتجريد في مرحلة لاحقة.

حتى الثلاثين من حزيران/ يونيو المقبل، يتواصل في "متحف تاريخ الفن" في فيينا معرض استعادي لروثكو والذي افتتح في الثاني عشر من الشهر الماضي، ويلقي الضوء على أعماله المبكرة في ثلاثينيات القرن الماضي مروراً بمحاولات التجديد في الأربعينيات، وصولاً إلى اللوحات التجريدية الكلاسيكية في الخمسينيات والستينيات التي جعلت منه فناناً مشهوراً.

من المعرضتقدّم الأعمال المعروضة تصوّراً واضحاً حول بداياته التي اهتمّ خلالها برسم العديد من لوحات الطبيعة الصامتة والبورتريهات، كما قام بنسخ العديد من لوحات الفنانين أمثال ماتيس وميرو ما جعله قادراً على دمج العديد من الأساليب الفنية في العمل نفسه، والتي قدّمها في معرض له أقيم عام 1936 بعنوان "التكعيبية والفن التجريدي".

عندما انتشرت الأفكار الفاشية في أوروبا خلال الثلاثينيات، رأى روثكو مع عدد من الفنانين بضرورة الانقلاب على الأساليب التقليدية للفن، وظلّت أفكاره تتطوّر ضمن تجريب نظري وعملي حتى عام 1950 حين وصل إلى خلاصة مفادها أن "الفن ليس تجسيداً لشيء محدد، بل تعبير عن مفهوم مجرد للحقيقة لأنه يتجلّى في الأشياء التي يمثلها الفنان".

بدأ أسلوبه في الرسم يتغيّر ليصبح أكثر بساطة وتجريدية ويبتعد عن الأشكال المعقدة، مستخدماً اللون بشكل أساسي كأداة للتعبير عن العاطفة وإيصال تأثّره بقراءاته الفلسفية والميثولوجيا واهتمامه بتراكيب وآلية عمل اللاوعي لدى الإنسان، والتعبير عن فلسفته الخاصة من خلال خلق تجربة حسية خالصة تثير التراجيديا الغامضة التي بداخلنا.

يتضمّن المعرض 46 عملاً، منها لوحاته الكبيرة الملوّّنة بدرجات من الأحمر والألوان الترابية، التي نفّذت في نهاية الخمسينيات في مدينة نيويورك، واستمرت تلك المرحلة حتى رحيله.

المساهمون