في معرضه الجديد "موال أخضر" الذي افتتح في الثالث عشر من الشهر الجاري، ويستمر حتى يوم غدٍ الثلاثاء في"غاليري بيكاسو" في العاصمة المصرية، يرصد صاحب كتاب "العمل الفني المُركّب وفن التجهيز في الفراغ" (2014) التصوّرات التي أفرزها الوعي الجمعي للعلاقة بين الرجل والمرأة في مخياله الشعري عبر ترجمتها إلى لوحات.
يمزج ثروت بين بعد واقعي وآخر ماروائي في استحضار تلك الثيمات والموتيفات والنصوص في الذاكرة الشعبية، كما في معرضه "أمسيا" (2016) الذي عرض خلاله أعمال فنية تركيبية تستند إلى "سجل" من ورق البردي يتضمّن جردة حساب لأفعال الإنسان تمهيداً لحسابه في العالم الآخر في محاولة لتوثيق "دنياه"، ومن قبله "قرابين العشق" (2015)، الذي أظهر قيم الحب والتضحية والوفاء والحلم باعتبارها تمثيلاً للوجود الإنساني وصلته بالكون والغيب وسؤال الأنا والآخر.
يواصل في تجربته الحالية الانتقال بالفن الذي يسجّل واقعه ويحاكيه إلى ربطه بالمتغيّرات الاجتماعية والعلمية في الواقع الراهن، في محاولة لخلق معايير جمالية تخالف تلك المتوارثة حول الفكرة ذاتها؛ موضوع المعرض الذي يستعير عنوانه "موال أخضر" من أحد ألوان الموال الشعبي، ليختبر تعبيراته عن القدر بشكل خاص.
في لوحاته التي نفّذت بألوان الأكريليك، يعكس تلك المساحة الغيبية في العشق ضمن أجواء احتفالية حيث يظهر الرجل في أكثر من عملٍ بجسد ثور الذي يرمز في الحضارة المصرية القديمة إلى الخصب والقوة، بينما تجلس المرأة على ظهره، ويحيط فيهما رجال ينفخون في أبواق وينقرون الدفوف ويمسكون القمر احتفالاً باقترانهما.
تتداخل في أعمال أخرى أشكال مستمّدة من طقوس الزار والموالد والأعراس، في تكثيف لتلك الرمزية الأسطورة من علامات وإشارات تحيل إلى حالة العبور من العزوبية إلى الزواج، وما زالت حاضرة في الحياة المعاصرة في موكب الزفاف وتقديم الهدايا والحركات التي يعبّر عنه الجسد بأداء ورقصات معينة، في تشكيلات بصرية ترنو إلى تخليد ارتباطهما كجزء من الأيقونة الشعبية.
يُذكر أن ثروت حاصل على شهادة الدكتوراه في الفلسفة في التصوير، ويعمل مدرّساً في كلية التربية الفنية في "جامعة حلوان". له خمسة عشر معرضاً شخصياً كما شارك في العديد من المعارض الجماعية المحلية والدولية في مصر وخارجها.