تقف هذه الزاوية مع شخصية ثقافية عربية في أسئلة سريعة حول انشغالاتها الإبداعية. هنا لقاء مع الفنانة المقدسية المقيمة في الولايات المتحدة، سامية حلبي، بعد محاضرتها التي قدمتها في "جمعية الثقافة العربية" بحيفا الأسبوع الماضي.
■ ما الذي يشغلك هذه الأيام؟
يشغلني الشباب الفلسطيني، هم أهم فئة ألتقي بها، وأفكر أنه من الضروري أن يشعر هؤلاء بأن ثمة مستقبلاً. مثلاً لقد أنجزت كتابي عن كفر قاسم لأقول لهم إن هناك تغييراً. من ناحية أخرى، يشغلني الرسم نفسه، كيف نرى الأفق والفضاء، وما الفرق بين الحركة والمسافة والوقت في اللوحة.
■ ما هو آخر عمل صدر لك وما هو عملك القادم؟
آخر عمل كان عن وجود المسافة والقرب وحضورهما في وقت ولوحة ومساحة واحدة في آن. أنجزت لوحة كبيرة، أسميتها "درجات بعد العمق" رسمتها بطريقة هندسية وفي توازن بين المساحات والقياسات وفي إيقاع مبني على أمرين؛ الأول التأثير الكبير للتجريد الإسلامي القديم عليّ والذي أراه خارج قبة الصخرة وداخلها، والثاني تأثير التجريد الجديد الذي ولد في الاتحاد السوفييتي وقت الثورة مثلما في أعمال كازمير مالفيتش وآخرين، وفي عملي المقبل أسائل هذه الفكرة بعمل تجريدي.
■ لو قُيّض لك البدء من جديد، أي مسار كنت ستختارين؟
سأكون باحثة في الرياضيات.
■ ما هو التغيير الذي تنتظرينه أو تريدينه في العالم؟
نهاية الرأسمالية، وثورة عمالية عالمية، وتحرير فلسطين. بالنسبة إليّ كل ذلك يمثّل أمنية واحدة أرجو أن تتحقق في الوقت واحد.
■ شخصية من الماضي تودين لقاءها، ولماذا هي بالذات؟
أحب أن ألتقي مع ليوناردو دافنشي وأسأله عن أعماله وابتكاراته وحياته.
■ صديق يخطر على بالك أو كتاب تعودين إليه؟
كتاب أعود إليه دائماً هو "فيسيولوجيا العين" الذي يتناول فيزياء الضوء وماهية النور في الحياة وكيف ترى العيون ما يحيط بها.
■ ماذا تقرأين الآن؟
ثمانية كتب في الوقت ذاته؛ منها ما هو عن تاريخ الفكر، وفلسفة الرسم في الصين في القرون الأولى بعد المسيح، وكتاب إيلان بابيه عن المجازر الصهيونية في فلسطين.
■ ماذا تسمعين الآن وهل تقترحين علينا تجربة غنائية أو موسيقية يمكننا أن نشاركك سماعها؟
قلما أستمع إلى الموسيقى. عندما أكون في المرسم أحب الهدوء والسكوت وفي البيت أيضاً. عندما يأتي أحد إلى زيارتي ويريد سماع موسيقى أتحمّل وأتحمّل وبعدها أطلب أن يوقفوا الموسيقى. في وقت الثورة في بيروت كنت أحب مارسيل خليفة، شريطه الأول "من أين أدخل في الوطن" هذا كان في سنوات السبعينيات. جيل الشباب يحبون الموسيقى جداً، وهي مهمة بالنسبة إليهم. ورغم أنه ليس لدي نصيحة لهؤلاء الشباب، بل أنا من يريد منهم النصيحة، لكني سأقول لهم شيئاً بخصوص الرسم؛ أن يفتحوا الكتب وأن يركزوا في الصور المتضمنة فيها، ينبغي دراسة الصورة لأنها رسالة لا بد أن ينتبهوا إليها، لا سيما الفنانين التشكيليين.
بطاقة
ولدت في القدس عام 1936، ونشأت في يافا ثم انتقلت عام النكبة 1948 مع عائلتها إلى بيروت. تخرجت من جامعة "سنسيناتي أوهايو"، وعملت لمدة 17 عاماً أستاذة للفن في جامعة ييل الأميركية، قبل أن تترك التدريس وتكرّس كل وقتها للرسم. من مؤلفاتها: "رسم مجزرة كفر قاسم" (2016)، و"نمو الأشكال" (2018) و"خمسة عقود من الرسم والابتكار" (2014)، و"الفن المقاوم الفلسطيني" (2003).