رامي خير.. فوتوغرافيا من السماء

08 ديسمبر 2018
(من حساب انستغرم رامي خير)
+ الخط -

تلتقط الصور الفوتوغرافية الجوية بعضاً من أغرب زوايا النظر التي يمكن مشاهدتها لمدينة أو طبيعة، وتأخذ الكاميرات إلى آفاق جديدة - حرفياً - تسمح لنا بتجربة نقاط أشبه بالمراقبة من زوايا لا يتاح دائماً النظر منها.

لم يمض وقت طويل بعد التقاط الصورة الأولى العادية، حتى بدأ المصورون المغامرون في التقاط الصور من الهواء. أول من حاول استخدام هذه التقنية من أعلى لأسفل كان المصور الفرنسي غاسبارد فيليكس تورناشون في عام 1858.

نجح تورناشون فعلاً في التقاط الصور حيث تم ربط الكاميرا ببالون. لسوء الحظ، لم تعد تلك الصور موجودة، وأقدم الصور الباقية تعود إلى عام 1860، وتم التقاطهما من قبل جيمس والاس بلاك وصمويل آرتشر كينغ، وهما بعنوان "بوسطن" و"النسر البري".

ومع تطور التصوير منذ القرن التاسع عشر حتى عصرنا الرقمي، أصبح لدى المصورين الآن المزيد من التحكم عند التقاط صورة. كما ظهرت تطبيقات الطائرات بدون طيار والهواتف الذكية كشاشات ثانية، بما يتيح التقاط الصورة الجوية المثالية.

تقدمت إمكانيات هذا النوع من التصوير إلى حد كبير، وأصبح هناك اليوم فنانون فوتوغرافيون في معظم بلدان العالم متخصصون في هذا المجال، وإن كان الوضع مختلفاً بعض الشيء عربياً، فما زال المصور الفوتوغرافي الجوّي نادراً.

وفي هذا المجال يعمل المصوّر الفوتوغرافي الكويتي رامي خير، حيث يعرض مجموعة من الأعمال الفوتوغرافية المتلقطة جوياً في "غاليري ذا هاب" بالعاصمة الكويتية بداية من اليوم السبت ويتواصل معرضه حتى نهاية العام الجاري.

المعرض كله صور ملتقطة من الجو لمظاهر مختلفة من المدينة ولقطات من العمران وحركة المدينة، كما يصور أبراج رأس عجوزة من أعلى نقطة مدببة فيها، وثمة صور للسماء والأفق والكواكب أيضاً.

توجد أيضاً صور للشطآن، بعضها من بعيد، وبعضها من مسافة أقرب تترصد حركة الأمواج في الخليج وارتطامها بالصخور. يلتقط الفنان صوراً لأبراج ليظهر هندستها وعلاقتها بالمحيط من خلال النوافذ والأعمدة والجدران الضخمة والإضاءات المزدحمة.

هناك صور أخرى تَظهر المدينة فيها مثل خلفية ومع التلاعب بالضوء تبدو كما لو أنها كانت مدينة مسرعة، حيث يتحكّم الفنان بالإضاءة وحركة الكاميرا لحظة اللقطة فتظهر المدينة في حالة حركة.

يستخدم الفنان الطائرة الصغيرة بلا طيار لالتقاط بعض صوره، وبذلك تتاح له رؤية أشياء لا يمكن الوصول إليها عادةً، كما أن الطائرات بدون طيار تضيف طبقة بين الصور الجوية التقليدية والصور الأرضية، ما يجعل العملية الإبداعية الفوتوغرافية برمتها أكثر إثارة للاهتمام.

دلالات
المساهمون