في عام 2017، أطلقت الأكاديمية الهولندية بيترا سيجبيستين، أستاذة اللغة العربية في جامعة لايدن، مشروع بحث دولي تحت عنوان "تضمين الفتح: تجسيد حكم المسلمين في الإمبراطورية الإسلامية المبكرة (600 - 1000)"، ومن المفترض أن يكتمل هذا المشروع عام 2021.
طرحت سيجبيستين سؤالاً يلخص فكرة مشروعها، وهو: ما الذي جعل الإمبراطورية الإسلامية المبكرة ناجحة جداً؟ منطلقة من أن الفتوحات العربية في القرن السابع غيرت التكوينات الاجتماعية والسياسية في البحر المتوسط وأوراسيا إلى الأبد.
ترى الباحثة، أنه وبالرغم من هذه الحقيقة، فإننا لا نعرف حقاً كيف تمكّن العرب من السيطرة على هذا المجال الشاسع والمتنوع عرقياً ودينياً ولغوياً، والذي كانت له تقاليد خاصة به وطويلة الأمد، وما الذي جعل هذا المشروع مستداماً، وما الذي بنى الإمبراطورية، وما الذي جمع كل هذه المساحة تحت حكم واحد، وكيف كُتب لهذا الحكم النجاح؟
عند الخامسة من مساء غد السبت، تحاضر سيجبيستين في "الجامعة الأميركية" قرب ميدان التحرير في القاهرة، حول "مصر في العصور الوسطى بين الشرق والغرب"، وستكون محاضرتها هذه بالعربية، وتلقي واحدة أخرى بالإنكليزية مساء الأربعاء المقبل في مقر الجامعة بالقاهرة الجديدة، وسيكون موضوعها "الصعود والهبوط في مصر في العصور الوسطى: قصص من البرديات العربية".
وفي عودتها إلى الوثائق العربية، تستكمل الباحثة الأسس التي قام عليها مشروعها واهتمامها بالوثائق والمخطوطات الموازية للوثائق التاريخية الرسمية، إذ ترجع والباحثون المشاركون معها إلى السجلات والاتفاقيات القانونية والكتابات الثيولوجية، والرسائل والعقود والحسابات المالية والعرائض والبيانات وتصاريح العمل.
وترى أن هذه الوثائق تمكّنها من إجراء شكل من النموذج القياسي لفهم تلك المرحلة من التاريخ العالمي بشكل دقيق، وتقديم مساهمة جديدة جذرياً في دراسات الإمبراطورية الإسلامية.
أصدرت سيجبيستين عدة كتب حول الحضارة الإسلامية، من بينها "تشكيل دولة إسلامية: عالم مصر في منتصف القرن الثامن"، و"الوثائق وتاريخ العالم الإسلامي المبكر"، و"من الأندلس إلى خراسان: وثائق من العالم الإسلامي في العصور الوسطى"، وأصدرت أيضاً دراسات وكتباً بالشراكة مع باحثين آخرين في هذا المجال.