"عبد بين الإمبراطوريات": تاريخ عابر للحدود

27 فبراير 2020
(الجنرال حسين، من غلاف الكتاب)
+ الخط -

تحت عنوان "عبد بين الإمبراطوريات: تاريخ عابر للإمبراطوريات لشمال أفريقيا"، صدر حديثاً كتاب للباحث محمد الوالدي عن "منشورات جامعة كولومبيا"، ويتناول فيه تجربة شخص اشتهر في القرن التاسع عشر باسم "الجنرال حسين" وكان عبداً متعلّماً تنقل بين تونس والبندقية في عصر الإمبراطورية العثمانية.

رحل الجنرال حسين عام 1887، وكان قد نُقل في شبابه من القوقاز إلى تركيا حيث تم بيعه كعبد، لكن الأقدار أخذته من سيّد إلى سيّد إلى أن وصل تونس، وهناك صعد إلى رتبة جنرال، قبل أن يُجبره الغزو الفرنسي على الهروب إلى الشواطئ الشمالية للبحر الأبيض المتوسط.

أعقب رحيله جدال حول ممتلكاته التي شملت هدايا قدّمها له السلطان العثماني عبد الحميد الثاني ووزراؤه، إلى جانب هدايا من الحكومات التونسية والفرنسية والإيطالية وممثّلي الجاليات المسلمة واليهودية في الشتات.

يبحث الكتاب في حياة حسين العابرة للممالك وأشكال السلطة، وكيف تنافست جهات مختلفة على ثروته التي تمثل بشكل ما الأبعاد العابرة للحدود لـ تاريخ شمال إفريقيا.

يضع الباحث محمد الوالدي، أستاذ التاريخ في جامعة برينستون، حياة حسين في السياق الدولي للصراع بين القوات العثمانية والفرنسية من أجل السيطرة على البحر المتوسط ​​وسط الاضطراب والتغير الاجتماعي والفكري الذي عبر الإمبراطوريات.

ويقدّم الوالدي هذا الجزء من العالم كمساحة مركزية تحولت فيها الطموحات الإمبريالية المتداخلة إلى مجتمعات ديناميكية، ويستكشف كيف تم الشعور بالانتقال بين الحكم العثماني والهيمنة الاستعمارية الأوروبية في الحياة اليومية للمسلمين والمسيحيين واليهود في شمال أفريقيا، وكيف تصوّر سكان المنطقة هذا التحول وتعاملوا معه.

اعتمد المؤلف على مجموعة واسعة من المصادر العربية والفرنسية والإيطالية والإنكليزية، ومن هنا يُعد العمل بمثابة كتاب تاريخ يرصد تقلبات سياسية واجتماعية وثقافية جمعية من خلال تجربة فردية اجتمع فيها كل ما يمثل هذه التغيرات الكبرى.

المساهمون