جاكوميتي.. "رغبة" يحرّكها دي ساد

16 ديسمبر 2019
(منحوتة "امرأة مستلقية تحلم"، من المعرض)
+ الخط -

على غرار جورج باتاي وأندريه ماسون ولويس يونويل وسلفادر دالي، افتتن ألبرتو جاكوميتي بكتابات ماركيز دي ساد عبر ابتكار كائنات ذات وظيفة رمزية وإثارة جنسة عنيفة، وضع رسوماتها ونفّذها في عدّة منحوتات بين عاميْ 1929 و1934.

تأثير اجتاح أوساط السورياليين في تلك الفترة، كما توضّح رسائل الفنان السويسري (1901 – 1966) الموجهة إلى الشاعر أندريه برتون، والذي رأوا في نصوص صاحب رواية "جوستين" ما يثري بحثهم في مزج الخيالات والأحلام في أعمالهم الفنية.

حتى التاسع من شباط/ فبراير المقبل، يتواصل معرض "جاكوميتي/ ساد: أغراض الرغبة القاسية" الذي انطلق في "مؤسسة جاكوميتي" في باريس نهاية الشهر الماضي، الذي يضمّ أعمالاً تجريدية تمثّل ذلك العنف والشبق المختزن في الجسد الإنساني بأشكاله المتعدّدة.

صمّم الفنان منحوتات عديدة بمحتوى إيروتيكي قوي وواضح في مضمونه، كما قام بتخطيط أوضاع تبدي إثارة الجسد ومحاولات محاكاتها بأشكال تقترب من الحيوانات أو بعض الخضراوات، أو استراق النظر إلى مشاهد حسّية، والتركيز على تلك القسوة التي أشار إليها دي ساد في تصوير المتعة الجسدية الناتجة عن القتل والاغتصاب بحيث تتزامن الرغبة مع الموت.

سار جاكوميتي خلف تلك "العاطفة العنيفة" التي يستحيل تعريفها، والمتصلة بلا شك باللاوعي، وظهرت كائناته التجريدية في كامل توترها وغموضها وتأهبها نحو العنف، كما في عمل "المرأة المخنوقة " (1932)، الذي يبحث فيها الجسد عن فنائه الذي يحيل إلى تحلّله نحو العدم.

وفي منحوتة "امرأة نائمة تحلم" (1929) تبرز حالة الحلم التي يستحيل ضبطها حيث يتفلّت الشكل رغم بساطة تكوينه وهشاشته، وفي أعمال أخرى برز شق العين الذي تلاعب فيه جاكوميتي لإيصال أقصى درجات العنف وأشّد فظاظة، والذي وصفه فرويد بـ "امتلاك الآخر عبر النظر"، يحيث يبتكر الفنان مساحة شعرية على مسرح حقيقي للقسوة.

كما قدّم مجموعة من الأعمال تحت عنوان "أغراض متحركة وصامتة" سنة 1931، تقصد فيها أشكال مجردة ومتداخلة تستجيب لانحرافات الرغبة والأحسايسي البشرية.

المساهمون