وقفة مع حميدة آيت الحاج

14 أكتوبر 2018
(حميدة آيت الحاج)
+ الخط -

تقف هذه الزاوية، مع مبدع عربي في أسئلة سريعة حول انشغالاته الإبداعية وبعض ما يودّ مشاطرته مع قرّائه.



ما الذي يشغلكِ هذه الأيام؟
تشغلني وترعبني الرقابة على الفن والأفكار التي نراها اليوم بشكل أكبر في البلاد العربية وهذا أمر مؤسف جداً. أما بالنسبة إلى مشاريعي الحالية فأعمل على مسرحية "خطا الروح" التي كتبتها مع جميلة زكاي، وهي عبارة عن مونولوغ نسائي طويل.


■ ما هو آخر أعمالك؟
آخر عمل مسرحي كان "ماسينيسا وصوفونيسبا" التي قدّمتها على خشبة "مسرح تيزي وازو".


■ هل أنت راضية عن إنتاجك ولماذا؟
لست راضية أبداً؛ لأنني أتمنى أن أصنع عرضاً مسرحياً كلّ عام أو عامين في بلدي، وهذا لا يحدث للأسف. لكنني أدرّس وأعمل مع طلابي في "المعهد العالي للفنون الدرامية"، وهذا يجعلني سعيدة بعض الشيء، هم عزائي الوحيد.


■ لو قيّض لكِ البدء من جديد أي مسار كنت ستختارين؟
أول شيء كنت غادرت الاتحاد السوفييتي، حيث درست، إلى بلاد تسمح لي بالكلام وقول ما أريد. في باريس خلال عامين أخرجت مسرحيتين، لكن في الجزائر قد تمرّ خمس سنوات دون تقديم أي إنتاج مسرحي وهذه مسؤوليتنا جميعاً ويجب أن نتابع العمل. ما سبق لا يعني أنني لا أحظى بحرية في العمل والقول كما أريد في الجزائر، ولكن ليس كما يجب.


■ ما هو التغيير الذي تنتظرينه أو تريدينه من العالم؟
أتمنى الخير للعالم كله، ولبلادنا العربية أن تخرج من نفق الحروب؛ الفلسطينيون يعودون إلى ديارهم والسوريون أيضاً. أنتظر العدالة لهم ولجميع المقهورين في العالم.


■ شخصية من الماضي تودين لقاءها، ولماذا هي بالذات؟
أول من يخطر في رأسي كاتب ياسين لأنه ديمقراطي أصيل؛ كاتب ومثقف رؤيوي تحدث عن واقعنا وتنبأ بكوارث حلّت ببلادنا قبل حدوثها. أنا متعلّقة بالشعر، الشعر خير من عبّر عنا، أتذكر في ذات السياق مالك حداد وجان سيناك اللذين تركا لنا ثروة شعرية لا تقدر بثمن.


■ صديق/ة يخطر على بالك أو كتاب تعودين إليه دائماً؟
لم أقرأ في حياتي لعبقري مثل دوستويفسكي، بالتحديد روايته "الإخوة كارامازوف" التي تشرح الحياة والنفس البشرية. مع كلّ قراءة لـ دوستويفسكي وتشيخوف أشعر أني أتعلّم أكثر وأكثر عن الحياة.
أريد أن أردّ الجميل لأستاذي راستيسلاف غريغوكرتشيف كاراميتس في كييف، لقد أعطاني كلّ شيء تعلّمته في الفن. أتمنى لو أستطيع تكريمه يوماً ما.


■ ماذا تقرأين الآن؟
مسرحية "le banquet" (الوليمة) آخر شيء قرأته لـ مولود معمري ولم تعجبني.


■ ماذا تسمعين الآن وهل تقترحين علينا تجربة غنائية أو موسيقية يمكننا أن نشاركك سماعها؟
في هذه الفترة أسمع صباح فخري، وأحبه جداً صوتاً وشعراً وأصالة، الآن عدت إلى كلّ ما هو عربي؛ أم كلثوم وعبد الوهاب وغيرهما، وأقضي وقتاً طويلاً على اليوتيوب للاستماع إلى هذه الكنوز.

أقترح الاستماع إلى تجربة إيدير، وأقول لكلّ من يريد أن يكتشف خصوصية الموسيقى الجزائرية أن يستمع إلى رشيد طه وجمال علّام.


بطاقة
مخرجة وكاتبة مسرحية جزائرية ولدت عام 1954، درست المسرح في باريس وبعدها تخرجت من "المعهد العالي للسينما والمسرح" في كييف 1986. عملت في المسرح والسينما، قدمت العديد من الأعمال المسرحية داخل الجزائر وخارجها أبرزها "أغنية الغابة"، و"يوميات مجنون"، و"خنجر في الشمس"، و"سوق النساء"، و"Fleuve détourné" (نهر ملتو)، و"بقرة اليتا"، كما شغلت منصب مديرة "بيت الثقافة" في مدينة بجاية إلى جانب عملها أستاذة مسرح. التقينا بها خلال وجودها كرئيسة للجنة تحكيم الأفلام القصيرة في "المهرجان الدولي للفيلم العربي" في مدينة فاميك الفرنسية الذي يستمر حتى 15 من الشهر الجاري.

المساهمون