"دم على حجر": يافا عشية الاحتلال

22 سبتمبر 2019
ميناء يافا عام 1930، تصوير خليل رعد، غيتي)
+ الخط -

تأخر سقوط مدينة يافا بيد العصابات الصهيونية حتى بداية أيار/ مايو 1948، حيث استطاعت مقاومتها على قلّة سلاحها وعتادها تأخير ساعة الحسم، وواجهت أشد ظروف الحصار والقتال حوالي خمسة أشهر ونصف الشهر قبل أن تدخلها "الهاغاناه".

بعد ذلك التاريخ لم يكن مثل قبله، حيث هجّر الاحتلال معظم سكّان المدينة، فلم يعد يشكّل الفلسطينيون اليوم أكثر من 15% من مجمل سكّانها، وتمّ ضمّها إلى تل أبيب، المستوطنة التي استحدثت في مكان خالٍ باسم استعير من الأساطير اليهودية ولا أساس له في الواقع، ضمن عملية تهويد ممنهجة استهدفت المكان والإنسان معاً.

"يافا.. دم على حجر: حامية يافا وفعلها العسكري - دراسة ووثائق" عنوان كتابٍ صدر حديثاً للباحث الفلسطيني بلال محمد شلش (1987) والذي تعقد حوله ندوة عند السادسة من مساء بعد غدٍ الثلاثاء في "مكتبة الأرشيف" التابعة لـ"المركز العربي للأبحاث ودراسات التنمية" عمّان، ويتحدّث خلالها المؤلّف إضافة إلى الباحث خالد عايد، فيما يدير النقاش الكاتب معين الطاهر.

يعرض الجزء الأول من الدراسة التاريخية التحليلية المفصّلة التي صدرت عن سلسلة "ذاكرة فلسطين" في "المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات" ما لم يُروَ قبلاً من تاريخ يافا خلال حرب عام 1948 بتوثيق يومياتها، وتتبُّع خط سير مقاومتها المسلحة، منذ بداية تكوينها ثم تحولات بنيتها وحتى انهيارها وتفككها.

ويقدّم الجزء الثاني وثائق تنوّعت بين رسائل وتقارير وتعميمات، وتصريحات وبيانات، وشكاوى ومطالبات، وسجلات تضم قوائم بأسماء مجاهدي حامية يافا وشهدائها، مع عرض يومي لمجريات المعارك التي خاضتها على مدى ثلاثة أشهر، مرفقة بقراءة تحليلية للوقائع.

يعود شلش إلى تفاصيل العمليات العسكرية التي قامت بها الحامية التي استطاعت أن تصنّع مدفعاً في سعي لتعويض نقص الأسلحة الثقيلة، والتي قامت بتنفيذه "فرقة التدمير العربية"، وجُرّب المدفع في جبهة حي الجبالية جنوب يافا، يوم الثامن من مارس/آذار 1948، إذ أطلق ثلاث قنابل على مستوطنة "بات يام".

بعد تتالي هجمات الحامية على أهداف صهيونية، وفق الكتاب، بدأ جيش الاستعمار البريطاني حملة ضغط مارستها إدارته العسكرية، وتدخّل آمر الحامية لوقف القصف في إحدى العمليات من دون بيان سبب ذلك، لكن الفرقة عادت لاحقاً إلى عملياتها.

المساهمون