وراء "سيارة الجسر"

04 فبراير 2018
إبراهيم جوابرة/ فلسطين
+ الخط -

ما زلت يقطينة

(1)
الغولة التي حدّثتني عنها أمي
الغولة التي أكلت كل الصغار
وحتى أمهاتهم في الحكايا
الغولة لم تأكلني
من خبأني عنها في سلّة القمح
لأقع وأنا في الثلاثين بين أنياب الغيلان؟

(2)
بعد منتصف الليل أتحوّل إلى يقطينة
ليس للساحرة العجوز ولا تعاويذها
أي علاقة بذلك
فكلانا، أنا وهي، نعرف أن لا أمراء في الخارج يحملون أحذية زجاجية بنمرة 40
فالسندريلا تأتي بالعادة بقطع صغير
.. وحين أصحو بعد منتصف النهار

أجدني ما زلت يقطينة
صفراء وكبيرة
ومليئة بالسيلوليت!


■ ■ ■


قدم الأخت

يا غضب الشقيقات في صدري
يا حزنهن أصغر أصغر مما في قلبي
لو أن يدي أطول قليلاً،
لأضمّك وأضمني.

تدوسينَ "مشمشَ الأربعين" بساقٍ واحدة..
وبساقٍ واحدة أيضاً اركلي هذا العالم..
هذا العالم بلا قلبٍ يا حنان.. هذا العالم بلا قلب..
كيفَ يأكلُ ساقَ امرأةٍ مثلكِ، كانت تُحبّ الرّقص والحياة؟

تَقولينَ "لن ينقُص شيء"..
ثمّ تُخبّئين وجهكِ بيديكِ
لن ينقُصَ من الأختِ شيءٌ
إلاّ أن هذا العالم هو النّاقص!

ابلعي نكاتكِ المُوجعة عن "أم رجل مسلوخة" ولا تتوقّفي عند أمنياتك المُبلّلة بالدّمع، عن كُلّ ما تودّين فعله بساقٍ واحدة..
وامسكيها بيدكِ، قدمكِ المقطوعة
امسكيها بيدك..
وَضعيها بفمِ هذا الكون!

أحد قريب كالأخت؟ لا أحد.

وهي تغادر أدركت أنني أريدها أن تبقى.. وأنني أريد أن يكون عندي أخت "هنا" أنا التي لم تعتد على وجود الأخوات إلا في العطل الصيفية.. لم أتشارك معهن قبلاً بشيء ولا بذكريات يومية.. لم أستعر كما تفعل كل البنات أغراضهن.. لم نتسكّع يوماً بسوق.. ولم تسرّح إحداهن مرّة شعري قبل موعد حب، أو حتى تنتزع شعرة صغيرة لم أنتبه لها على طرف حاجبي.
كل هذه الأشياء وأكثر، وأهم.. وربّما أتفه أيضاً.. كنت أريد أن أفعلها معهن
عندما غادرتْ حنان وددتُ أن أركض وراء "سيارة الجسر"
إلا أنني عدت إلى البيت وحيدة من جديد، اندسست في سريري أبكي مثل طفلة: "بدي خواااااتي".


■ ■ ■


وجه افتراضي

صدّق ما تراه في صور السيلفي على الفيسبوك..
ثق بالوجوه الصفراء الصغيرة، بتعابيرها البلهاء
وبالجمل الجاهزة تلك التي نختارها للحالات..
وبكل ما أدّعيه من فرح كاذب ومتعة افتراضية أشاركها بعالم افتراضي..
ثق بكل المشاعر المعلّبة
ولا تصدّق صوتي المخنوق بغصّة لا أريد مشاركتها إلا معك
وبدموع تنز من عيني المغلقة حين أضغط زِر الـ
Log Out
للخروج من الفيسبوك.. ثم أضغط على
Sign In
للوحدة


■ ■ ■


وجه البطة

ضمّي شفتيك وخذي وضعية وجه البطة
أرجعي شعرك إلى الخلف، مسّديه من الأطراف قليلاً
أنظري بعين الكاميرا جيداً
لا داعيَ لتقولي تشيييز..
فقط نظرة بلهاء إلى المستقبل... التقطي الصورة
وحمّليها على الفيسبوك
وانتظري تسونامي اللايكات الآن!
هذا العالم عاهر يا حبيبتي
ينتظر البطة ووجه البطة ليهزّ يده إلى الأعلى
ثلاث دقائق...
بوووووز
يلاااا خذوا.


* كاتبة فلسطينية أردنية

دلالات
المساهمون