حين اندلعت التظاهرات في لبنان في 17 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، كان رد فعل المؤسسات والمراكز الثقافية والفاعلين في المجال الثقافي هو التضامن مع المتظاهرين، وتعليق الفعاليات والتظاهرات التي كانت منعقدة وقتها وتأجيلها إلى إشعار لاحق.
وبالرغم من أنّ التظاهرات ما زالت مشتعلة، وأن العنف يشهد تصعيداً من قبل السلطة وأنّ الأحداث أخذت منعطفاً جديداً، بدا أن المراكز الثقافية نفسها التي كانت متضامنة تعود إلى نشاطاتها بالتدريج؛ إذ أنَّ الأحداث قد تستمر لوقت غير معلوم، فبدأت المعارض والمحاضرات تعود بالتدريج، أمّا الأمسيات الموسيقية وعروض السينما فلم تتوقّف تقريباً.
ولكن، ماذا حدث لسوق الفن في لبنان بعد تلك اللحظة؟ سؤال يطرحه صالح بركات مؤسّس "غاليري أجيال" في بيروت عام 1991، و"غاليري صالح بركات" عام 2016، في محاضرة يلقيها عند الخامسة والنصف من مساء اليوم، تحت عنوان "سوق الفن اللبناني بعد 17 أكتوبر"، في "كلية "إي إس إيه للأعمال" ببيروت.
نعرف من تجارب سابقة أن سوق الفن يتأثّر بشكل كبير بالواقع السياسي، وخاصة بالأحداث العنيفة مثلما حدث في سورية مثلاً؛ حيث أصبح الفن السوري الذي يصوّر الحرب والمعاناة والثورة والانتفاضة أشبه بموجةٍ سادت العقد الأخير، وساهم في صعود أسماء لم تكن معروفة من قبل، بل وزاد سعر الأعمال الفنية السورية، وتأثرت كذلك الجهات المموّلة بهذا التوجه ودعمت وسوّقت للكثير من التجارب.
لا يوجد حتى الآن دراسة فعلية توضّح ما حدث داخل سوق الفن اللبناني بعد الأحداث، لكن أفضل من يمكنهم تقديم تصور هم أصحاب التجربة أنفسهم وروّاد الأعمال في هذا المجال، لذلك ربما كان من الأجدر استضافة عدّة ممثّلين لمؤسسات ثقافية وليس شخصاً واحداً إن كان الهدف تقديم تصوّر مسحي لواقع سوق الثقافة والفن اليوم في مدينة مشتعلة بالاضطرابات.