ضريح عمرو بن العاص: سجال على سفح المقطّم

02 ابريل 2017
(من جبل المقطم، تصوير: كريستاين مونيتور)
+ الخط -

في محاضرة أُلقيت ضمن "المؤتمر الأول لمعهد الدراسات العليا للبردي والنقوش وفنون الترميم" في جامعة عين شمس في القاهرة، صرّح أول أمس الباحث المصري عبد الباقي السيد عبد الهادي بأن "المكان الحقيقي لضريح الصحابي عمرو بن العاص يقع في سفح المقطم" محدّداً بأنه في "القرافة الصغرى".

إعلانٌ سرعان ما جرى تداوله وتحويله إلى سجال بين متشكّكين في ما ذكره عبد الهادي وآخرين مرحّبين ومطالبين ببدء الحفريات وتهيئة المقبرة في أسرع وقت. ويستند عبد الباقي إلى نصّ لأحد فقهاء الشافعية (عاش بعد قرنين من عمرو بن العاص) حدّد فيه موضع ضريح الصحابي الذي يعتبر "فاتح مصر" (رحل في 682 ميلادي/ 43 هجري).

على المستوى الرسمي، أعلن محمد عبد اللطيف، رئيس "قطاع الآثار الإسلامية والقبطية" في وزارة الآثار أنه لا بدّ من تقديم إثباتات وأدلّة صحيحة، وأنه حين تتوفّر حقائق علمية يُمكن وقتها الانتقال إلى المرحلة العملية. وهو تصريح بدا دبلوماسياً ومتجنباً لأي قرار قاطع، خصوصاً وأنه جرى في اليومين الأخيرين إقحام العنصر الديني في المسألة.

أية قيمة علمية مضافة يمكن تحصيلها مع العثور على قبر عمره أكثر من ألف وثلاثمئة سنة، وهو ليس قبراً فرعونياً كي نتوقّع أن نجد داخله مقتنيات خاصة؟ هل أن الكشف الدقيق عن قبر عمرو بن العاص سيضيف الكثير للدراسات التي تتناول هذه الفترة؟ هل لا زال ممكناً الاعتماد على النصوص وحدها للوصول إلى قرائن أثرية؟ ولكن الأهمّ من ذلك، ما الذي تختلف عنه القبور الحقيقية عن قبور يعرف الجميع أنها لم تحتو جثامين أصحابها المذكورين على شواهدها (الحسين نموذجاً)؟ لكأن الأمر يشبه بحثاً عن مزار جديد، أكثر منه بحثاً عن نتائج علمية. 

المساهمون