كرار الأسدي.. باحثاً عن الجمال في الموصل

01 اغسطس 2018
(مقطع من صورة لـ"مكتبة الموصل"، من الفنان)
+ الخط -

يتواصل معرض الفنان الفوتوغرافي العراقي كرار الأسدي الذي افتتح مؤخراً في غاليري "تركيب بغداد" في العاصمة العراقية حتى 11 آب/ أغسطس.

مجموعة الصور المعروضة تحمل عنوان "تماثل" وتقوم فكرتها على تقابل لقطات وتناظرات من أماكن ومبانٍ من عدّة مدن عراقية هي بغداد وكربلاء والموصل والناصرية.

يفتش الأسدي عن الجمال في مدن موسومة بالخراب والفقر، أو هكذا يتصوّرها من يسمع عنها، فماذا تبقى من الموصل اليوم؟ لكن عين الفنان تجد تفصيلاً من الجمال المنسي أو الناجي أو المختبئ هنا أو هناك.

ثمة عشرين صورة فوتوغرافية، تبدو كل واحد منها مقسومة إلى نصفين الأصل والانعكاس في المرآة في سلسلة محيرة من الازدواجيات التي لا تخلو من معان سوسيوثقافية وسياسية إلى جانب مضمونها الجمالي. قاعة "تركيب بغداد" لكي تزيد من واقعية التجربة، زوّدت الحاضرين بمرايا يحملونها وينظرون من خلالها إلى العمل بحيث يرى المتلقي نفسه الأصل وانعكاسه وربما عدّة انعكاسات له، كأننا في لعبة توالد من التناقضات والتقابلات.

يقول الأسدي في حديث لـ "العربي الجديد" إن معرضه الأول هذا يقوم على "تقنية حديثة الولادة في الفوتوغرافيا، تتمثل في التقاط صورة وعكسها ثم تتداخل لتعطي شيئاً مغايراً عن ما في الصورة الأصل".

يضيف "منذ عام وأنا أشتغل على هذه المجموعة، ذهبت في رحلة من ذي قار إلى بغداد ثم الموصل، وبين الدمار وأماكنه الخربة كانت النتيجة صوراً مغايرة للمألوف في جمالياتها".

وبخصوص تقنية المرآة يوضح، خريج "كلية الفنون الجميلة" في بغداد، أنها "إضافة إلى المعرض، من خلالها يتعرّف المشاهد إلى تقنية الانعكاس قبل دخوله لمشاهدة المجموعة فتسهل عليه عملية قراءة الصورة الفوتوغرافية".

عن الموصل وتصويرها بعد الحرب، يقول الأسدي "في بداية دخولي إلى الموصل كان لدي صراع داخلي، فكيف أحقق الجمال وأنا بين آلاف البيوت المهدمة، وبين بقايا جثث الدواعش، لكن كان يجب أن أبحث عن الموصل وسط كلّ هذا الخراب"، من هنا نجد صوراً لمكتبة الموصل ولسقف المسرح فيها، ولبناية أخرى تبدو مخيفة إلى أن يلتقط لها الفنان صورة فتتحول إلى تركيب جمالي وغرائبي.

ويتابع "تماثل ليست تقنية انعكاس لصورة، إنها اختلاق فن يصنع الجمال، أو يكشفه، إننا لا نراه، لذلك نحتاج إلى مرآة".

المساهمون