تماثيل جوش نوفاك.. الشغف بتدمير الذات

14 يوليو 2019
(من المعرض)
+ الخط -
تعكس أعمال الفنان الأميركي جوش نوفاك الخزفية تأثراً واضحاً بالغرافيتي وفنون الشارع، حيث يسعى إلى تقريب الفن من لغة بسيطة متداولة تتناول هموم الإنسان المعاصر وأزماته النفسية والاجتماعية في القرن الحادي والعشرين، وتصبّ رسوماته أيضاً في الاتجاه نفسه.

تتحرك معظم الوجوه التي ينفّذها من مادة السيراميك في إطار البحث في دائرة الخوف والتوتر التي غدت سمة هذا العصر، في رصد للضغوط المتواصلة التي يتعرّض إليها الفرد وتذهب به إلى مساحات من انعدام الأمان والخوف من المجهول، أو تولّد لديه أوهاماً عديدة تتمحور حول حب الذات.

"الرحيل" عنوان معرضه الجديد الذي افتتح في الرابع من الشهر الجاري ويتواصل حتى نهايته، في "غاليري الدغليس" في عمّان، ويضمّ عدداً من اللوحات والمنحوتات التي تدور حول ثيمة واحدة تتعلّق حول استلاب الإنسان لحياة محتشدة بالانشغالات والمحفّزات، وما تبعثه من مشاعر متناقضة.

يحمل نوفاك درجة الماجتسير من "جامعة فورت هايز" في الولايات المتحدة، ويسعى من خلال أعماله الخزفية إلى "مساءلة وتفسير الأفعال والتصرّفات التي تشكّل هاجساً دائماً في الثقافة الأميركيّة وحول العالم"، بحسب بيان المنظّمين.

ويشير في تقديمه المعرض إلى أنه "يهدف إلى إيجاد حوار وفرصة للتأمل في الاشارات التي يمكننا ملاحظتها وما تفرضه علينا مغريات ومشاغل الحياة، التي عادةً ما تغذيها الهواجس والرغبات والاهتمامات لدى المجتمع والأفراد على حد سواء، وهذا ما تعكسه ألوان التماثيل الخزفية الصاخبة، التي تشهد على ضغوطات العصر ومخاوفه".

يضيف "أرى دواخل الأفراد والعواقب الخطرة المترتبة على سلوكياتهم التي تعزز حب الذات والبذخ. لهذا، كان المحتوى، الذي استوحيته من فن الشارع وتركيزه الشديد على الحاضر، مشبعاً بمشاعر القلق والحيرة من أجل المستقبل القادم، كما أنه يولد مشاعر الشفقة وانعدام الراحة والجفاء، على الرغم من انبعاث رائحة تقدير الفن منها. كمحاولة للهرب من الواقع".

تشكّلت الأعمال المعروضة من خلال بحث بصري حول سلوكيات التدمير الذاتي التي تعكس رغم كل شيء وجود الأمل للانسانية التي مرت بعدد لا نهائي من التجارب، وتدمج بين طاقة الشارع والروح الأكاديمية في مقاربة الشكل والمضمون.

يُذكر أن نوفاك أقام العديد من المعارض داخل الولايات المتحدة، إلى جانب أوراقه البحثية حول الفن، ومنها "وهمُ الموهبة: كيف تكتسبُ مهارةً في التعامل مع الصلصال".

المساهمون