عبد الرحمان المالكي: تحوّلات المدينة المغربية

25 اغسطس 2016
("منطقة الدباغين" في مدينة فاس المغربية)
+ الخط -

في كتابه "الثقافة والمجال: دراسة في سوسيولوجيا التحضّر والهجرة في المغرب"، الصادر حاديثاً عن "جامعة سيدي محمد بن عبد الله" في فاس، يقارب الباحث والأكاديمي، عبد الرحمان المالكي، ظاهرة التحضّر والتحوّلات التي طرأت على المدينة المغربية نتيجة حركات الهجرة الداخلية، وحركة الإنسان في مجاله الحضري.

ينطلق العمل من تشابك المشهد الحضري وتعدّد مستوياته في واقع المغرب وتاريخه، بدءاً من المدن القديمة التي يعود تأسيسها إلى قرون خلت، مروراً بالمدن التي تأخذ الطابع الأوروبي وأفرزتها المرحلة الاستعمارية؛ الإسبانية والفرنسية، وصولاً إلى مدن ما بعد الاستقلال، حيث يرصد تغيّرات تركيبة المجتمع السوسيو- اقتصادية.

يتناول الباحث في القسم الأول من الدراسة موضوع الموضوع من خلال السوسيولوجيا الحضرية، ويخلص إلى أن العلاقة بين الثقافة والمجال تُعدّ الإشكالية المركزية بالنسبة إلى كل علماء الاجتماع الذين اهتموا بدراسة التحضّر في الأكاديميات العالمية.

يؤكّد المالكي على أن التفاعل قائم بين المجال الحضري المستقبل والمهاجر القروي الوافد؛ فالمدينة التي ينتقل إليها المهاجر تؤثّر فيه وهو يؤثّر فيها أيضاً: "المدينة تتأثّر بأفواج المهاجرين الذين يغيّرونها مجالياً وديموغرافياً واجتماعياً وثقافياً، وهذه المدينة نفسها تؤثّر في الوافدين عليها، من خلال التنشئة الحضرية التي تجعلهم ينخرطون فيها". إنه السؤال الذي قاربه الباحث في القسم الميداني من الدراسة التي اعتمد فيها مدينة فاس نموذجاً.

كما يقدّم صورة عن تطوّر الظاهرة الحضرية في هذه المدينة التي تجمع بين صفتها المجسّدة لطراز "المدينة الإسلامية الأصيلة"، وكذلك انخراطها في دينامية التضخّم الحضري على غرار المدن المغربية الأخرى، وما ينجم عن ذلك من مشاكل اقتصادية واجتماعية وثقافية ومعمارية، والتي تندر المراجع العلمية التي تدرسها، بحسب الكتاب.

يُذكر أن عبد الرحمان المالكي هو أستاذ علم الاجتماع، ومدير "مختبر سوسيولوجيا التنمية الاجتماعية" في "جامعة سيدي محمد بن عبد الله" في فاس، ولديه بحوث ودراسات في سوسيولوجيا التحضّر والهجرة والفقر.



المساهمون