ميشال أونفري في بيروت: عن الحكمة والثورات

16 فبراير 2020
(أونفري، تصوير: برتراند ريندوف، غيتي)
+ الخط -

أعمال قليلة من بين قرابة مئة كتاب أصدرها المفكر الفرنسي ميشيل أونفري (1959) وجدت طريقها إلى الترجمة العربية، وهو ما يوحي ببقاء أحد أشهر المفكّرين في الغرب اليوم على هامش الحضور العربي، غير أن أونفري اجترح طريقاً إلى الجمهور العربي - كما حدث سابقاً مع الجمهور الفرنسي - عبر منصّات أخرى غير تلك المعروفة لإيصال الفلسفة مثل الكتب أو مدارج الجامعات.

يحضر أونفري بشكل أكبر في السنوات الأخيرة في العالم العربي، كما أن الواقع العربي بات يحضر أكثر في أكثر في مدوّنته، وخصوصاً في عمله الموسوعي "تفسّخ" (2016)، والذي تحدّث فيه عن الموت البطيء للحضارة الغربية معتبراً أن الحضارة العربية تمثّل بديلاً محتملاً، إضافة إلى تخصيص كتاب حواريّ بعنوان "التفكير في الإسلام" (2015).

يلقي أونفري غداً في بيروت محاضرة بعنوان "حكمة"، وهو عنوان آخر مؤلّفاته، بدعوة من مبادرة "جامعة للجميع"، كما يحاضر بعد يومين من ذلك في "قاعة منوتاني" بدعوة من "المعهد الثقافي الفرنسي" وستكون كلمته بعنوان "احتجاجات وثورات"، ولا تخفى هنا محاولة أونفري الانسجام مع السياق العربي في ما سيتناوله بالحديث والتحليل خصوصاً أن بيروت تمثّل اليوم بؤرة ثورية جديدة يعتبرها البعض بالموجة الثانية من "الربيع العربي".

تذكّرنا زيارة أونفري إلى لبنان هذه الأيام بزيارات عديدة قام بها إلى تونس في السنوات الأخيرة، حتى أنه نظّم في تونس العاصمة بعضاً من فعاليات "الجامعة الشعبية في كون" التي سبق أن أسّسها وباتت مجال نشاطه الرئيسي منذ قرابة عشر أعوام.

تحضر في أفكار أونفري مؤثرات مختلفة أهمها من الفيلسوف الألماني فريديريك نتيشه، ومن تراث الفوضوية في القرن التاسع عشر، إضافة إلى حضور النزعة الأبيقورية في خطابه الفكري. من أشهر مؤلفات أونفري: موسوعة "تاريخ مضاد للفلسفة" والتي وصلت إلى أحد عشر جزءاً بدأت إصدراتها في 2006، ويواصل أونفري نشر أجزائها إلى اليوم، و"نظرية الجسد العاشق" (2000)، و"نظرية السفر" (2007)، و"كوسموس" (2015)، و"نظرية الديكتاتورية" (2019).

المساهمون