أطلقت الروائية البرتغالية أنا مارغريدا دي كارفالو تحدياً لزملائها الروائيين، بهدف كتابة رواية جماعية لكسر العزل الاجتماعي والحظر الذي يعيشونه، وسرعان ما تجاوب معها أربعون روائياً برتغالياً من بينهم أسماء بارزة في المشهد الثقافي البرتغالي.
وكانت دي كارفالو، التي تعتبر من أبرز كتّاب الرواية في البرتغال، قد كتبت على صحفتها في فيسبوك ""بالنسبة إلينا، نحن الكتّاب، إنه أمر طبيعي وقد يكون من الجيد أن نغلق على أنفسنا وأن نركز على كتابتنا، ولكن عندما نكون مضطرين للقيام بذلك، وعندما نجد أنفسنا تحت كارثة بهذا الحجم الساحق، أعتقد أن ما يمكن أن يكون وقتًا مثاليًا للكتابة يتحول إلى ظروف خانقة للغاية. لذلك، بدلاً من تكريس نفسي لكتابي الخاص وإجراء مذكرات الحجر الصحي، اعتقدت أنه قد يكون من المثير للاهتمام كسر الجدران من حولنا من خلال الأدب وتجاوز العزلة الاجتماعية".
ورغم أن الهدف من التحدي كان الخروج من أجواء العزلة والحجر التي فرضها على البشرية فيروس كورونا المستجد، إلا أن الرواية التي بدأت فعلاً كتابتها تستلهم أجواءها من واقع العالم في هذه اللحظة، حيث تفتتح بمجموعة من العلماء يحاولون العثور على علاج لفيروس انتشر وتسبب في جائحة عالمية.
وبالفعل ينشر كل روائي فصلاً ظُهر كل يوم، ويلتزم الجميع بمدة 24 ساعة لنشر فصل جديد، وبالطبع فإن التعليقات تتضمن مقترحات وتعديلات ويجري النقاش حوله بشكل مشترك وخلّاق، وكأنها ورشة مفتوحة ولكنها تضم مجموعة من أبرز الروائيين ومنهم من حصل على جوائز وطنية في الأدب، ومن بينهم غابرييلا رويفو ترينداد وأفونسو ريس كابرال ونارا فيدال.
وكان الكتّاب المشاركون قد أصدروا بياناً مشتركاً نقتطف منه: "على الرغم من نهاية العالم الحالية، نريد أن نثبت أننا ما زلنا هنا، وأننا على اتصال مع الجمهور. نحن نعمل بدون شبكة أمان، بدون وقت للتحرير والمراجعة والتأمل. في الوقت الحالي، نرغب في توفير ملاذ للإلهام. وذات يوم، بمجرد انتهاء هذا الوباء، سنعود إلى الإلهام بحرية. عندما يعاد فتح العالم سنكون هنا لاستقبالكم بأذرع مفتوحة".
الرواية تحمل عنوان "كبش الفداء"، وقد اكتسبت اليوم سمعة عالمية وبادر مترجمون إلى نقلها للإيطالية والفرنسية والإسبانية والهولندية والإنكليزية، منهم مارغريت جول كوستا وداني هان وفرانك وين، وجاء هذا الاهتمام باعتبار أن هذه الرواية واحدة من النتاجات الثقافية الأولى من نوعها والتي فرضتها الفترة التي يعيشها العالم اليوم.
تقترب الرواية اليوم من نهايتها، وأصبح لها ما يقرب من 15500 متابع على فيسبوك في شهر واحد، وبدأ نشر النسخة الإنكليزية منها على دفعات يومية منذ 13/ نيسان أبريل، وفيها يتخذ كل مؤلف مقاربة جديدة لموضوعات وشخصيات هذه القصة، وأحد الأشياء الواضحة والمشتركة في كل الفصول هو المخاوف اليومية في فترة العزل، مما يجعلها وثيقة عن حياة الإنسان اليوم.