يقارب أستاذ الفلسفة في "الجامعة الأردنية" حامد دبابسة قضايا إشكالية متعدّدة في التراث العربي، منها فكر الخوارج عبر تتبّع تاريخ دخول معظم أتباعهم المتأخر إلى الإسلام وكيفية تشكّل فكرهم خارج النسق العام، وكذلك نشوء علم الكلام والمدارس الفلسفية في فترة لاحقة.
ويدرس أيضاً أراء الفيلسوف ابن رشد الذي اعتبر أن مسألة السببية لا تتعارض مع الوحدانية التي ساندها بعدد من الأدلة كدليل العناية والدليل البرهاني ودليل الحركة ودليل العلّة الفاعلة، وبذلك لا ينكر بحال أن الله هو الفاعل على الحقيقة ضمن سياق منطقي لوجود الأشياء.
يحاضر دبابسة عند السابعة من مساء غدٍ الثلاثاء في "الجمعية الفلسفية الأردنية" في عمّان تحت عنوان "فلسفة الحب والأخلاق عند ابن حزم الأندلسي"، مضيئاً على فكر العالم والفيلسوف (996 -1064) الذي وضع عشرات المؤلّفات في الفقه والحديث والأصول والتاريخ والأدب.
يركّز المحاضر على أن فلسفة صاحب كتاب "مراتب الإجماع" الأخلاقیة لم یعرضھا في مؤلف واحد جامع، إنما توزّعت فلسفته في معظم مؤلفاته، وإن كان قد خصّص للأخلاق كتاباً بعنوان "كتاب الأخلاق والسیر"، حیث حدد فيه معالم نسقه الأخلاقي ونظریته الخلقیة، ومعاني الخیر والشر، وأنواع الفضائل والرذائل.
ومن المعروف بأن ابن حزم لم يكتف بالأخلاق الإسلامیة الثابتة بالنقل في دراسته، بل أشار إلى حكمھا إشارة مستمدة من النظریات الیونانیة، والاستقراءات التي قام بھا، وكثیراً ما كان یذكر النظریات الفلسفیة، ویردفھا بنص قرآني، أو حدیث نبوي، وھو بھذا یدعو إلى دعم الحقائق الإسلامیة بمصادر متنوّعة من فلسفات أخرى.
يقف دبابسة عند العديد من آراء الفيسلوف الأندلسي في الحب، والتي عبّر عنها في كتابه الشهير "طوق الحمامة" بحديثه عن المحبة في وجوهها المتعدّدة، منها محبة القرابة، ومحبة الألفة، ومحبة المصاحبة، ومحبة البر، ومحبة الطمع في جاه المحبوب، ومحبة المتحابين لسرّ يجتمعان عليه لستره، ومحبة بلوغ اللذة، ومحبة العشق، وأفضلها محبة المتحابين في الله.
يُذكر أن دبابسة وضع عدّة دراسات مثل "دور اإلمكان في أزلية العالم عند ابن رشد"، و"الحقيقة بين تأويل النص وبرهان العقل: دراسة في منهجية ابن رشد"، إلى جانب كتابه "فلسفة الحب والاخلاق عند ابن حزم الأندلسي" الذي تحمل المحاضرة نفس عنوانه.