يصدر بالإنكليزية في 2017

29 يناير 2017
(أروندهاتي روي، تصوير: تارون فيشوا)
+ الخط -

يمكن لأي متصفّح أن يجد "كتالوغاً" للكتب التي ستصدر طيلة عام 2017، أو في النصف الأول منه على الأقل، في دور النشر الإنكليزية والأميركية الكبرى؛ "بنغوين"، "فيبر"، منشورات "هارفارد" و"أكسفورد" و"هاربر كولينز" و"هاميش هاملتون" وغيرها.

وعلى صعوبة أن تجد قائمة مشابهة وواضحة لدى دور النشر العربية، تبدو الأمور أكثر تنظيماً لدى تلك العالمية، إذ ثمّة خطة وثمة استثناءات تتخللها أو كتب تنشر على الطريق ولم تكن مدرجة في القائمة.

والأكثر من ذلك، أن هناك أيضاً آلة صحافة ثقافية تسبق الإصدار، تتناقل أخبار الكتّاب وأهم إصداراتهم المقبلة، وتعطي فكرة عن جديد هذا الكاتب أو تلك الروائية، ذلك أن ثمة انتظارات لدى القرّاء، وأداة تشويق إعلامية، وعناية من الناشر بالترويج لما سيطرحه في سوق النشر الكبير.

من هنا، نعرف منذ شهرين تقريباً أن روائية أثار عملها "إله الأشياء الصغيرة" اهتماماً كبيراً عند صدوره قبل عقدين، ستصدر أخيراً عملاً آخر، والتي أعلنت سابقاً أنها لم تكن لتكملها لولا تحريض مستمر من صديقها الراحل جون بيرجر، حيث ستصدر رواية أروندهاتي روي الجديدة "وزارة السعادة القصوى" عن دار "هاميش هاميلتون".

كذلك قرأنا أن بول أوستر الذي سيبلغ السبعين هذا العام، كتب رواية عن شخص سيبلغ السبعين وأنه سيخترع له أكثر من مصير وقدر في رواية تنشر قريباً عن دار "فيبر" بعنوان "1234"، بطلها تتقّلب حياته واحتمالاتها، مع تقلبات أميركا عقب الحرب العالمية الثانية.

في هذه الجولة، حاولنا قدر الإمكان تصفّح الدور الأساسية في بريطانيا وأميركا، ومتابعة الإصدارات المنتظرة بالإنكليزية في 2017. وربما تكون الروايات والأعمال القصصية هي الأكثر حظاً في الترويج والتقديم، فإضافة إلى عملي روي وأوستر، ثمة إصدارات جديدة لـ أورهان باموك، وهاروكي موراكامي، وحنيف قريشي، وجويس كارول أوتس وغيرهم.

لنقف أولاً عند بعض الأعمال التي يعاد نشرها، حيث تصدر "بنغوين" هذا العام مجموعة قصص قصيرة وشذرات لـ كافكا، تحت عنوان "الجُحر"، وهو عنوان إحدى قصصه المعروفة إلى جانب "بناء سور الصين العظيم"، المختارات تقّدم بترجمة جديدة من ميشيل هوفمان. كما تصدر "بنغوين بريس" كتاب "التاريخ الأدبي لجيل البيت" للشاعر آلن غينسبيرغ، وهي سلسلة محاضرات ألقاها الشاعر سنة 1977 حول الحركة الشعرية، ولم تنشر في كتاب من قبل. بينما اختارت دار "سكريبنر" استعادة الكاتب الأميركي إف. سكوت فيتزجيرالد من خلال إصدار مجموعة من 16 قصة قصيرة بينها واحدة غير مكتملة بعنوان "سأموت من أجلك وقصص أخرى".

فيما يخص الروايات، يطرح الروائي الباكستاني البريطاني محسن حميد روايته "الخروج من الغرب" والتي ستصدر عن دار "هاميش هاميلتون" وتتناول قصة حب في زمن اللجوء والبحث عن ملاذ. وللروائي والقاص الأيرلندي كولم تويبين تصدر رواية "بيت الأسماء" عن دار "فايكنغ". وفيها يعيد صاحب "العائلة الخالية" رواية قصة أغاممنون ليجعل منه معاصراً لنا.

الروائي الياباني هاروكي موراكامي يصدر أيضاً مجموعة قصصية جديدة خلال العام، عن دار "هارفيل"، بعنوان "رجال بلا نساء".

وللكاتب الهندي البريطاني آميت شادهوري يصدر عن دار "فيبر" رواية بعنوان "أصدقاء شبابي"، وفيها يعود الكاتب إلى بومبي وطفولته فيها وصولاً إلى عمليات 2008 الإرهابية، التي تضمنت 12 عملية متزامنة أشعلت المدينة.

وعن الدار نفسها، تصدر ترجمة العمل الأخير للروائي التركي أورهان باموك "المرأة ذات الشعر الأحمر"، وهي رواية تقوم على نقد الأساطير المؤسسة للحضارة من خلال قصة جريمة قتل تحدث في إسطنبول.

كذلك تصدر "فيبر" رواية "اللاشيء" للكاتب الباكستاني البريطاني حنيف قريشي والتي تقع أحداثها في شقة مخرج أفلام مسن يمرّ بأزمة صحية ويعيش شكوكا حول خيانة زوجته الشابة له.

كما تصدر دار "هاربركولينز" رواية جديدة للكاتبة الأميركية جويس كارول أوتس بعنوان "شهداء أميركيون"، العمل الذي وصفته الصحافة قبل صدوره بأنه سيكون مستفزاً، حيث يتناول عائلتين أميركيتين ومن خلال العلاقة بينهما يتفحص العنصرية والعرقية وقضايا الإجهاض والعنف والكراهية والقيم في المجتمع الأميركي.

الإسلام والتنوير وإعادة اكتشاف علاقته بالحضارات الأخرى، ثيمة تبدو أساسية في دراسات سوسيولوجية وسياسية وثقافية كثيرة، يصعب تحديد ما الغث وما السمين منها، طالما أن الأمر الآن هو موضة الدراسات الغربية ويقبل عليه باحثون من تخصصات مختلفة، لكن يمكن الوقوف عند عنوان "التنوير الإسلامي" وهو كتاب للصحافي البريطاني كرستوفر دي بيلايغ، يصدر عن دار "بودلي هيد". الكاتب، المتخصص في شؤون "الشرق الأوسط"، يعيد التفكير جذرياً في تمثلّات الغرب الحالية عن الإسلام، ويعود إلى آخر قرنين في تاريخ المجتمعات الإسلامية والتغيّرات التي مرّت عليها، ودور الغرب في مآلاتها.

وبالتزامن مع استذكار مرور مئة عام على الثورة الروسية، يصدر كتاب "معضلات لينين: الإرهاب، الحرب، الإمبراطورية، الحب، الثورة"، عن دار "فيرسو" للكاتب والمحلّل الصحافي الهندي البريطاني طارق علي، وفيه يعيد تصوّر البنى التي قامت عليها الثورة الروسية، ويعيد النظر في صلاحية أفكار تلك الثورة وعلاقتها بالراهن. كذلك تعيد "أكسفورد برس" إصدار كتاب "الثورة العالمية" للمؤرخ الإيطالي سيلفيو بونز في طبعة ثانية والذي يتناول تاريخ الشيوعية العالمية من 1917 وحتى 1991.

فيما يخص السيَر، ثمة خيارات جيدة لمن تستهويه قراءة سير الشعراء، فبعنوان "الأول من سبتمبر 1939" يعيد الكاتب البريطاني إيان سانسوم استكشاف حياة الشاعر الإنكليزي الأميركي أودِن، مقتبساً لكتابه عنوان قصيدته الشهيرة، والتي كتبها بعد انفجار الحرب العالمية الثانية. الكتاب يروي سيرة أودِن في بلاده والمنفى وسيرة نيويورك في تلك الحقبة.

كما تصدر ترجمة إنكليزية لكتاب "ميلوش" البيوغرافي، لمؤلّفه أندريزتش فرناندتسيك والتي استقصى واستكشف فيها حياة الشاعر البولندي تشيسلاف ميلوش صاحب نوبل 1980، حاز المؤلف على جائزة أدبية بولندية عن هذه السيرة التي كتبها بطريقة روائية، وتصدر ترجمتها عن منشورات "هارفارد".

من الكتب المنتظرة والمفاجئة هذا العام والتي تجمع السيرة بنقد عصر من العمارة، إصدار المعماري البريطاني ريتشارد روجرز بعنوان "داخل الخارج: العمارة، المجتمع وأنا" الذي يصدر عن دار "كانونغيت". وفيه شبه سيرة لحياته المعمارية وأعماله متداخلة مع نقد للعمارة الآن وعلاقتها بالمجتمع والقيم والاقتصاد والتحوّلات الكبرى.

كذلك يصدر كتاب "اقتصاد اللاجئين" عن "أوكسفورد برس" للأكاديميين ألكسندر بيتس ولويز بلوم وخوسيه كابلان وناوهيكو أوماتا، وهو دراسة مقارنة موسّعة عن حياة اللاجئين في مناطق مختلفة بين المدينة والمخيم والحدود.

أمّا "عصر الغضب: تاريخ الحاضر" فهو كتاب للروائي وكاتب المقالات الهندي بانكاج ميشار يصدر عن دار "ألين لين"، ويتضمّن قراءة اجتماعية ثقافية حول صعود الشعبوية وتراجع الليبرالية الديمقراطية في الغرب بعد ثلاثة أجيال من الحرب العالمية الثانية.



المساهمون