"عمر خلفت": على حساب الحضور العربي

19 ديسمبر 2017
(من مسرحية "العسل عسل" لـ إميل شوقي)
+ الخط -
منذ تأسيسه عام 1989، شكّل "مهرجان عمر خلفت للمسرح" الذي تفتتح دورته الثانية والعشرين الإثنين المقبل في تطاوين (500 كلم جنوب العاصمة تونس)، ويتواصل حتى الثلاثين من الشهر الجاري، رافعة للحراك الثقافي في المدينة المهمّشة من خلال استقطابه عروضاً لأبرز الأسماء المسرحية التونسية.

كما استطاعت إدارته عام 2015 تحويله إلى مهرجان دولي، حيث استضاف خلال الدورتين السابقتين أعمالاً من أكثر من 10 بلدان عربية وأجنبية، ورافق ذلك توزيع عروضها على البلدات المجاروة لتطاوين، كما ازداد اهتمامه بمسرح الطفل وذوي الاحتياجات الخاصة وبرمجة العديد من الفعاليات الخاصة بهما.

في هذا السياق، بدا مفاجئاً بيان المنظّمين الذي صدر منذ أيام حول "إلغاء ثلاثة عروض تم الإعلان عنها مسبقاً، وهي "زهرة بنت البرنوصي" لـ سعد الله عبد المجيد من المغرب، و"روح الروح" لـ خلف الله أمين علي من السودان، و"العسل عسل" لـ إميل شوقي من مصر لأسباب مالية".

وأوضح البيان أن "إدارة المهرجان تواجه ظروفاً مادية، حيث أنها تفتقر للدعم المطلوب من الأطراف المعنية، وأنه تم رصد ميزانية متواضعة هذا العام من قبل وزارة الثقافة والمندوبية الجهوية للثقافة، لم تتجاوز 35 ألف دينار تونسي (تعادل 14 ألف دولار)".

التذرّع بقلّة الدعم لا يبدو لوحده كافياً، إذ أن الميزانية في الدورة السابقة لم تكن أكثر من ذلك بكثير، حيث حقّقت التظاهرة أفضل حضور قياساً بالسنوات الماضية، لكن يبدو أن الخلافات مع الوزارة كما تداولت وسائل إعلام محلية تعدّ سبباً كافياً لحدوث ذلك، نظراً إلى تجارب مماثلة.

"المسرح والسلطة" شعار الدورة الحالية، والذي تمّ وضعه كرد فعل من المنظّمين الذين اضطروا إلى حصر العروض في تطاوين وحدها، لـ"عدم جاهزية القاعات في البلدات التابعة لها من أجل استضافة هذا الحدث الثقافي"، بحسب بيانهم.

على ضوء ذلك، لن تشهد دورة هذا العام سوى عروض لأربع فرق من الخارج، هي: "هجين" من العراق"، و"الميت حي" من ليبيا، و"حفل اعتزال" من الجزائر، و"جذع النار" من السودان.

دلالات
المساهمون