"قرطاج للمونودراما": دورة تأسيسية

رغم حضور تجارب مكرّسة في المسرح التونسي خلال العقود الماضية، وتعدّد فضاءات العرض والمهرجانات التي تقام في معظم المدن، إلا أن لم يجر تأسيس تظاهرة تتخصّص بشكل مسرحي بعينه أو تهتمّ بمضامين أو قضايا محدّدة في ما تقدّمه.

في هذا السياق، أعلن في أيلول/ سبتمبر الماضي عن إطلاق الدورة الأولى من "المهرجان الدولي للمونودراما" في قرطاج التي تتوّجه إلى عروض الممثل الواحد تحديداً، وسط أجواء من التفاؤل لدى المشتغلين بالمسرح الذي عبّر بعضهم أن خشيتهم أن لا يلقى المصير ذاته الذي واجهه "مهرجان المونولوغ" بعد انعقاده مرة واحدة عام 2014.

التظاهرة التي انطلقت الإثنين الماضي وتتواصل حتى الخامس من الشهر الجاري، حيث تتوزّع فعالياتها بين "المسرح البلدي" و"دار الثقافة ابن رشيق" و"فضاء كارمن"، وقاعات العروض في مراكز الفنون الدرامية والركحية في الكاف وصفاقس والقيروان وقفصة ومدنين، إلى جانب عروض فن الشارع في الساحات والمقاهي في بقية المدن والمناطق.

تكرّم الدورة الأولى عدداً من روّاد فن المونودراما العرب، منهم عبد الحق الزروالي من المغرب الذي قدّم عرض الافتتاح بعنوان "آش سمّاك الله..."، وآية علي من الجزائر، وسعاد خليل من ليبيا، وكمال التواتي ونور الدين بن عزيزة من تونس.

تندرج الأعمال المشاركة ضمن ثلاثة أقسام؛ الأولى تتنافس في إطار المسابقة الرسمية، والثانية ضمن "العروض الشرفية" ويقدّمها فنانون لهم تجارب نوعية في بلدانهم، والقسم الثالث يضم عروض "المونودراما الضاحكة".

يشتمل البرنامج على ندوة فكرية حول المونودراما يحتضنها فرع "المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات" في العاصمة التونسية بعد غدٍ الجمعة، وتقسم إلى جلستين يتحدّث خلالهما كلّ من حمزة جاب الله من الجزائر، وحسين علي هارف ومقداد مسلم وفاروق صبري من العراق، وتحسين يقين وغنام خضر من فلسطين، والمسكيني الصغير من المغرب، وسعاد خليل من ليبيا، كما تقام أربع ورشات تدريبية هي: "فن الممثل الواحد" لـ مازن الغرباوي من مصر، و"فن الممثل" لـ باردول ميغان من بنين، و"التجديد في المونودراما" لـ فاروق صبري من العراق، و"المونودراما بين تقنيات الإلقاء وفنون الأداء" لـ نزار كشو من تونس.

من بين العروض المشاركة؛ "جيب الذاكرة" لـ عالي ديدة من موريتانيا، و"كلام الجوف" لـ عبدو جلال من المغرب، و"موسم الهجرة إلى الحقيقة" لـ الضو محمد من السودان، و"سأموت في المنفى" لـ غنام غنام من فلسطين، و"نوم الهناء" لـ سفيان عطية من الجزائر، و"الكوميديا للتنمية" لـ ألين تيلي من ساحل العاج، و"صفحة أولى" لـ حسين الفيفي من السعودية.