"حيوانات وأصدقاء" أوريبي: ذاكرة الحرب الكولومبية

23 يونيو 2016
(من المعرض)
+ الخط -

هل يُمكن العثور على الجَمال وسط الألم؟ لعلّ هذا السؤال شكّل منطلقاً للفنان الكولومبي فيديريكو أوريبي (1962) لإنجاز أعمال معرضه الفنّي "حيوانات وأصدقاء من الأقلام والرصاص"، الذي يتواصل حتّى نهاية حزيران/ يونيو الحالي، في "قاعة أديلسون" في نيويورك.

كما يُشير إليه العنوان، يتضمّن المعرض لوحاتٍ وتماثيل وأعمالاً فنية تجسّد حيوانات وأجساداً بشريةً أُنجزت، في معظمها، من الرصاصات، إلى جانب أغراض من الحياة اليومية؛ كالأقلام الملوّنة ومفاتيح البيانو.

الرصاصات، هنا، هي الجانب المتعلّق بالألم. إنها إحالة رمزية إلى سنوات الحرب الأهلية التي عاشتها كولومبيا على مدار أكثر من خمسين عاماً، وراح ضحّيتها قرابة مئتي ألف قتيل، وسبعة ملايين نازح ولاجئ.

يمثّل الموت أحد المواضيع التي استلهم أوريبي منها أعماله. في تقديمه للمعرض، يقول: "ثمّة الكثير من الذكريات السيّئة المرتبطة بهذه الرصاصات. وما أقوم به، هو محاولةٌ لمساعدة الناس على إيجاد شيء من الجمال وسط كلّ هذا الألم"، مضيفاً: "التفكير في كل شهادات الوفاة يثير بعض الجمال".

توظيف مواد من الحرب، سواءً كانت رصاصاً أو قذائف أو أجزاء دمّرتها المعارك ليس فكرةً جديدةً، لكنّها في حالة الفنان الكولومبي تستمد أصالتها من ارتباطها المباشر بقصّة محدّدة. مدير قاعات "أديلسون"، آدم أديلسون، يعتبر أن الأمر لا يتعلّق بالحداثة فحسب؛ فـ "الأعمال المصنوعة من الرصاص والقذائف وأقلام الرصاص تبدو حقيقية، وتنبض حياةً".

وُلد أوريبي في بوغوتا، ويقيم حالياً في مدينة ميامي الأميركية، درس الفن في "جامعة لوس أنديس" في العاصمة الكولومبية التي غادرها عام 1988 إلى نيويورك؛ حيث حصل على ماجيستير في الفنون الجميلة، قبل أن يتنقّل في دراسته وعمله بين كوبا والمكسيك وروسيا وبريطانيا. تقترب أعماله من كلاسيكيات الفن التصويري والتجريدي، وتتّخذ من الأدوات اليومية مادّةً لها؛ بدءاً بالأسلاك الكهربائية ووصولاً إلى الرصاصات والقذائف.

المساهمون