زرابي فائق أحمد: وجه سريالي لأذربيجان

06 ديسمبر 2016
(من أعمال المعرض)
+ الخط -
تجد العين المعاصرة في الكثير من الزرابي التي أنتجتها نساء في قرى نائية في مناطق وسط آسيا من العناصر الفنية التي يمكن إعادة توزيعها لتتحوّل إلى أعمال تكعيبية أو تجريدية أو غيرها من مدارس الحداثة. 

قد تتحوّل هذه الخاصية العفوية في زرابي وسط آسيا إلى مشروع فنّي، كالذي يظهر في معرض بعنوان "زرابي سحرية"، يتواصل حتى الخامس من الشهر المقبل في "غاليري سابار" في نيويورك، يقدّم فيه الفنان الأذري فائق أحمد (1982) فن الزربيّة في بلاده باعتباره فناً وطنياً يعبّر عن هوية أذربيجان وأصالتها، كما يعبّر عن حداثتها.

يصبّ أحمد يصبّ المفردات المعروفة لهذا الفن في قوالب الفنون البصرية الحديثة من خلال لوحات أو تنصيبات متنوّعة. يؤكّد - في هذا المعرض - بأنه لم يعتمد على التكنولوجيا على مستويي التصميم أو التنفيذ، أي أنه حاول صياغة الزربية الأذرية التقليدية في الفن الحديث ولكن مع استبقاء اللمسة اليدوية (تقنية النسج بالخصوص).

ليست أعمال هذا المعرض اشتغالاً استثنائياً بالنسبة لأحمد على الزرابي، فقد بنى مساره الفني على الديكورات التقليدية في بلاده محاولاً إضفاء أبعاد مفاهيمية عليها، ولعله من خلال هذا المشوار يحتجّ على النظرة النمطية لهذا التراث المتأتّية من الغرب، ويقدّم مقابلها رؤية سريالية، كما يُظهر احتجاجه كذلك على نمطية الزربية التقليدية أيضاً حيث أنه في أغلب أعماله يكسر أي تناظر ممكن داخل الصورة، ولا ننسى أيضاً ما يفعله الفنان من كسر للنمطية الجندرية حيث الاشتغال بالزرابي والنسيج والغزل أمر من شأن النساء وحدهن في المجتمعات التقليدية.

منذ قرابة عشر سنوات، عُرضت وتُعرض أعمال أحمد في غاليرهات وبيناليات عالمية أهمّها فيينا والبندقية، لكن الفنان الأذري يفضّل أن يظلّ مقيماً في مسقط رأسه باكو، وكأن هذا المشروع الذي يشتغل عليه يتطلّب ذلك القرب من أجل الإصغاء لتفاصيل الجماليات البصرية المتناثرة في موطنه.

دلالات
المساهمون