"لا عودة إلى الوراء": شهادات على المأساة السورية

06 اغسطس 2019
(مدينة دوما عام 2018، تصوير: سعيد البطل)
+ الخط -

تعدّدت الدراسات التي تبحث في جذور الأزمة الاقتصادية والاجتماعية والسياسية في سورية قبل اندلاع الاحتجاجات الشعبية عام 2011، والتي تضمّنت توافقاً على عوامل عديدة ساهمت في تفجير الأوضاع وتداعياتها اللاحقة، لكنها مؤلّّفات تعني بالدرجة الأولى باحثين ونخباً معينة.

في مسار موازٍ، نُشرت شهادات عدة تسجّل الوقائع اليومية على الأرض خلال السنوات الثمانية الماضية، وتتبع القتل والتشريد والتهجير الذي تعرّض إليه الشعب السوري، كما ترصد أحوال المعتقلين وأسماء المفقودين، حيث توثيق القصص يعني تثبيتها في الذاكرة والتاريخ وأمام القانون والشرَع الدولية.

ينظّم "نادي عاليه للكتب" في بيروت عند السابعة والنصف من مساء اليوم الثلاثاء جلسة حوارية مع الكاتبة والصحافية الأسترالية اللبنانية رانيا أبو زيد حول كتابها "لا عودة إلى الوراء: الحياة والخسارة والأمل في سورية زمن الحرب" (2018) الصادر باللغة الإنكليزية عن منشورات "ون وورلد".

تبحث المؤلّفة في تحولات الحياة الإنسانية في سورية، عبر رصد أربع قصص وأربع شخصيات خلال أعوام الثورة بين سنتيْ 2011 وحتى 2017، مسجّلة رواياتٍ مفصلةٍ عن الحياة في سورية الثورة منذ اللحظة الأولى التي نزل فيها الشباب إلى الشوارع، معلنين بدء الثورة والاحتجاجات ضد نظام بشار الأسد، وما تبع ذلك من الفوضى الدامية والاقتال الداخلي.

يسلّط الكتاب الضوء على لحظات محورية في الصراع السوري، وتكشف كيف أن النظام نفسه قام بغرس بذور المعارضة الإسلامية المسلحة داخل سجونه، كما يستعرض روايات النشطاء المدنيين الذين ألقي بهم في سجون النظام، إلى جانب جهاديين أفرج عنهم كجزء من حيلة اتبعتها السلطة لتأجيج الصراع وحالات الاستقطاب داخل المجتمع.

تدوّن أبو زيد تقول إن "الأمم المتحدة توقفت (في 2013) عن محاولة إحصاء ضحايا الحرب السورية، وذلك بسبب صعوبة التحقق من المعلومات الواردة إليها حول عدد القتلى، وإنْ كانت التقديرات تشير إلى أن حصيلة القتلى تجاوزت حاجز الـ500 ألف شخص".

مصائر الشخصيات التي يتناولها الكتاب تمثّل سردية مختصرة عن المأساة السورية أو تحاول أن تقدّم تلك الصورة، عن ثورة شعبية انتقلت من سليمتها إلى العنف المسلح، وصولاً إلى التنافس السياسي والعسكري بين داعمي النظام أنفسهم وبين صفوف المعارضة أيضاً، وتأثير كل ذلك على مستقبل سورية التي لن تعود إلى الوراء.

المساهمون