ما يقوم به الوثائقي

07 اغسطس 2015
(يوسف كرّاش/ الجزائر)
+ الخط -

إذا كان الفيلم الوثائقي قد ولد من رحم التصوير الفوتوغرافي، فإن هذا يفسّر بداياته كناقل حرفي للواقع. نتحدّث هنا من حيث المبدأ طبعاً، إذ لطالما اتُّخذت السينما الوثائقية وسيلةً للدعاية، لا للفن. أمّا الصورة، فلم تعد تعكس الحقيقة في زمن التقنية المتقدمة.

لعلّ تطوّر الفن السابع أخرج الأفلام الوثائقية من دائرة التسجيلية، وخفّف عنها وطأة المباشرة الفجّة. صحيح أنها ظلّت وفيّة إلى مبدأ "التوثيق"، لكنّها أخذت من السينما أدواتها وجمالياتها، واقتربت أكثر من الإنسان.

أي أنها خرجت من "العام" المتمثّل في القضايا والعناوين الكبيرة إلى "الخاص" المتمثّل في قصص الناس وتفاصيل حياتهم الصغيرة. بعبارة أخرى: رصدت الأوّل من خلال الثاني. هكذا أصبح الوثائقي نوعاً سينمائيّاً ثانياً لا يقلّ أهميّة عن الروائي.

لكن ماذا عن السينما الوثائقية في عالمنا العربي؟ الإجابة تقدّمها صالات العرض التي لا تكترث بالأفلام الوثائقية، فجمهور السينما العربي -على قلّته- لا يبدو متحمّساً لهذا النوع الذي يكاد يقتصر على المهرجانات، أي على النخبة. وما زال يُنظر إليه بنظرة فيها شيء من الدونية، حتّى من السينمائيّين أنفسهم.

هل لأنّ مجتمعاتنا ما زالت -رغم كل ما حدث- تتجنّب النظرات المحرجة إلى واقعها، وهو ما يقوم به أيّ فيلم وثائقي جيّد؟

المساهمون