هموم شعرية: مع وليد الشيخ

05 يونيو 2017
(وليد الشيخ، أيار 2017)
+ الخط -
تقف هذه الزاوية مع شاعر عربي في علاقته مع قارئه وخصوصيات صنعته ولا سيما واقع نشر الشعر العربي المعاصر ومقروئيته. 

من هو قارئك؟ وهل تعتبر نفسك شاعراً مقروءاً؟
- لا أعرفه، لكني أحسّ بتواطؤ معه، أحبّ أن أفكّر أنه بعيد، وأن ما أكتبه ينال رضاه أحياناً، أو يمسّ شيئاً بداخله. ثم هناك الأصدقاء. في الحالتين لا أظن أنني شاعر مقروء.

كيف هي علاقتك مع الناشر، هل لديك ناشر وهل هو الناشر الذي تحلم به لشعرك؟
- آخر ما يشغل بالي الناشر، لكن حتى الآن العلاقة جيدة جداً، لم أجد صعوبة في النشر. مجموعتاي الأخيرتان صدرتا عن "الأهلية" في عمّان.

كيف تنظر إلى النشر في المجلات والجرائد والمواقع؟
- أنا استخدم هذه الوسيلة بالأساس. لقد تعرّفت على كثير من الشعراء العرب من خلال المجلات والمواقع، وأتابع الصفحات الثقافية، وأجد نصوصاً رائعة لشعراء جدد.

هل تنشر شعرك على وسائل التواصل الاجتماعي، وكيف ترى تأثير ذلك في كتابتك أو كتابة زملائك ممن ينشرون شعرهم على وسائل التواصل؟
- حيث إنني لست مواطناً فيسبوكياً، فأنا أعتمد على كرم الأصدقاء الذين ينشرون لي بعض القصائد على صفحاتهم، هذا كرم فادح منهم. لا أرى أي سوء في أن ينشر الشعراء ما يكتبونه بالطريقة التي يرونها مناسبة، هذا خيار شخصي كالكتابة نفسها. بشكل عام ثمة اختلال كبير في التواصل بين الناس خلقته شبكة الإنترنت وهذا ينسحب على تلقّي الشعر. أظن أن فكرة الأمسيات الشعرية نفسها صارت أمام علامات الاستفهام.

من هو قارئ الشعر العربي اليوم في رأيك؟
- لكل نص شعري ثمة قارئ خاص. الآن اختلفت الكتابة الشعرية فاختلف القرّاء. من اعتادوا إيقاعات الشعر العربي التقليدية، يصيبهم نفور من النصوص الحديثة. الذائقة المشغولة فقط بالخطى على الرمل، لا تستطيب أبداً صورة شعرية فالتة من نافذة سيارة أو من مكتب على الطابق السادس. هناك طبقات القراء، وليس فقط طبقات الشعراء.

هل توافق أن الشعر المترجم من اللغات الأخرى هو اليوم أكثر مقروئية من الشعر العربي، ولماذا؟
- لا أعرف، لكن حتى اللحظة تميل ذائقتي إلى الشعر المكتوب باللغة العربية. الشعر المترجم بحاجة إلى إخضاع النص إلى قراءة ثالثة وربما كتابة ثالثة. أفكر أحياناً أن ثمة سوء فهم لدى قرّاء الشعر المترجم، تقرأ أحياناً الرتابة على غير مقاصدها والمجاز أحياناً. هذا ليس ذنب أحد، فالشعر في كثير منه، هو نفسه تعبير عن سوء فهم متأصل.

ما هي مزايا الشعر العربي الأساسية وما هي نقاط ضعفه؟
- صمود الشعر العربي أسطوري، وصلنا طازجاً، يشبه أن تكون الصحراء خلف النافذة، قوي إن جاز وصف الشعر بالقوة، لكن ما يخيف في ميزته هذه، أننا ما زلنا نصغي لإيقاعاته بشغف. ربما نحن لم نتغيّر، كنا هناك وبقينا هناك. أما الآن فإن من ميزات الشعر العربي الجديد، محاولاته المستمرة لتجريد اللغة من ثوب الفضيلة، تقترب اللغة أخيراً من أن تصبح أرضية. كما أن الصورة صارت أخف، يمكن حملها في جيب البنطلون مع مفاتيح البيت والفكة. على مستوى الأسئلة أيضاً، بدأت تظهر قصائد "غير وصفية"، أظن أننا نقترب أخيراً من وداع المتدارك والمتقارب، الإيقاع الآن لا يحتمل، الزمن انكسر فوق رؤوسنا.

شاعر عربي تعتقد أن من المهم استعادته الآن؟
- إن كان الأمر يعني إعادة القراءة، فنحن بحاجة الى قراءة/ استعادة الشعر كله بهذا المعنى وليس الشعراء. ما الذي فات الذاكرة العربية حمله من الشعر لأسباب سياسية أو اجتماعية، هذا ما أحب استعادته.

ما الذي تتمناه للشعر العربي؟
- أن يتواضع، لأنه لن يقول كل شيء، في نهاية الأمر.


بطاقة: شاعر فلسطيني مواليد "مخيم الدهيشة" في بيت لحم عام 1968. صدر له في الشعر: "حيث لا شجر" (1999)، و"الضحك متروك على المصاطب" (2003)، و"أن تكون صغيراً ولا تصدق ذلك" (2007)، "أندم كل مرة" (2015)، و"شجار في السابعة صباحاً" (2017). كما صدر له في الرواية: "العجوز يفكر بأشياء صغيرة" (2012).

المساهمون