في كل عامٍ، تُضاف انتفادات جديدة لـ"جوائز اتحاد كتّاب مصر" لأسباب عديدة؛ إذ يُمنح قسم كبير منها لكتّاب مغمورين أو مقرّبين من دوائر المؤسسة الرسمية، أو لانخفاض قيمتها المادية بحيث ينال الفائزون بـ"جوائز التميّز" 1100 دولار، و550 دولار عن فئة "جوائز الاتحاد"، و275 دولار عن "الجوائز الخاصة".
لا تقف الاعتراضات عند آلية اختيار لجان التحكيم ونتائجها، فالمسألة تتعلّق ببنية الاتحاد الذي يعاني انقسامات داخلية وصلت إلى درجة أن تُمنح جوائزه العام الماضي عن جهتين تدّعي كل واحد تمثيلها له، نتيجة خلافات داخل هيئته الإدارية تحوّلت إلى نزاع قضائي طال سنيناً.
ليست الجوائز وحدها موضع تساؤل، فالأمر ينسحب على معظم مؤتمرات الاتحاد أو منشوراته التي لا همّ للقائمين عليها سوى توزيع الترضيات على أعضائه، بغض النظر عن مستوى ما يقّدمونه فيها، وكان آخرها المؤتمر السنوي للاتحاد الذي انعقد الشهر الماضي بعنوان "الإبداع بين رحابة الحرية وقيود المحظورات"، ولم تُناقش فيه الحرية إلاّ كشعارات تضمّنتها كلمات الحاضرين، من دون الإشارة إلى أي من انتهاكات السلطة المتكرّرة بحقّ الثقافة والمثقّفين.
أولى "جوائز التميّز" ذهبت هذا العام إلى الروائي صنع الله إبراهيم عن فرع الرواية، والذي رفض "جائزة ملتقى القاهرة للإبداع الروائي العربي" عام 2003، احتجاجاً على قمع النظام وفساده وصمته تجاه ممارسات الاحتلال الإسرائيلي، فهل تغيّرت الأحوال أم أن صاحب "أمريكانلي" يفرّق بين الاتحاد ووزارة الثقافة.
وضمن "جوائز التميّز"، مُنحت جائزة "شعر العامية" لـ طاهر البرنبالي (1958 – 2017)، وفي فرع "النقد" نالها توفيق منصور وفي الترجمة فاز شوقي جلال.
وفي فئة "جوائز الاتحاد"، فاز هشام خيري فياض في "رواية الخيال العلمي"، وحازها محمد زكي الزرّاع في "أدب الطفل"، وعمرو دوارة في "النقد الأدبي"، ومصطفى محمود محمد في "الترجمة"، وذهبت في "شعر الفصحى" مناصفة بين عبد الناصر الجوهري وأحمد إبراهيم جاد، وكذلك في "شعر العامية" مناصفة بين محمود الشاذلي ومحمود الحلواني.
وفي فئة الجوائز الخاصة حاز محمد نادر خليفة "جائزة محمد سلماوي في النص المسرحي"، وصفاء عبد المنعم "جائزة يوسف أبو رية في الرواية والقصة القصيرة"، وبكري عبد الحميد "جائزة بهاء طاهر لأدباء مدينة الأقصر"، وحجبت "جائزة عبد الغفار مكاوي" لعدم تقدّم أحد لنيلها.