عادل كامل.. رحيل العائد إلى مصادر الفن العراقي

03 يناير 2018
(1947 - 2017)
+ الخط -

اهتم الناقد التشكيلي والفنان العراقي عادل كامل (1947 – 2017) الذي رحل منذ ثلاثة أيام بعد صراع طويل مع المرض، بتأريخ الحركة الفنية في العراق من خلال أبحاثه ومقالاته، التي استعاد فيها بدايات الرواد منذ نهايات القرن التاسع عشر، وصِلة التشكيل بالحداثة في الحياة السياسية والاقتصادية والثقافية.

ابتدأ كامل مشواره بالعمل في الصحافة منذ عام 1970 في مجلة "ألف باء"، التي كانت في حينها من أبرز المطبوعات الثقافية في العالم العربي، وأكمل دراسته في "معهد الفنون الجميلة" في بغداد عام 1977، وواصل كتاباته الصحافية حتى رحيله.

في كتابه "التشكيل العراقي – التأسيس والتنوع" (2000)، يتناول قضايا أساسية لا تزال تشغل المشهد التشكيلي في العراق، بدءاً من قصور النقد واختلال منهجياته، مروراً بالهوية والتحديث وما أنتجاه من تساؤلات حول العلاقة مع الموروث والقطيعة معه، وصولاً إلى انعكاس تلك السجالات في ثلاثة تعبيرات هي الرسم والخزف والنحت.

من أعمال عادل كاملأشار كامل في عدد من دراساته إلى الصدمة التي أحدثتها المعارض الفنية في العراق منذ مطلع القرن العشرين، في وقت سبق معظم البلدان العربية، لذلك أتت مهمة الفنانين الأوائل مزدوجة إذ أن رؤاهم كانت مشرعة نحو التجديد ولديهم هواجس متعدّدة ومركبة حول الهوية الوطنية للفن، بحسب كتابه "المصادر الأساسية للفنان التشكيلي المعاصر في العراق" (1979).

ويؤكد الناقد الراحل أن هذه الجدلية حكمت نشأة الفن الحديث في العراق، حيث أن بداياته الحقيقة لم تكن قبل خمسينيات القرن الماضي؛ أي قبل طرح تلك الأسئلة حول علاقة الفن بالمجتمع والثقافة والفكر، وأن تلك الطروحات قادت إلى تشكّل الجماعات الفنية في العقد نفسه، بوصفها التمثّل الأول للفن ورؤاه.

من أبرز مساهمات كامل، كتابه المنشور بالإنكليزية "حركة الرسم المعاصر في العراق" وترجمته إلى العربية ندى مهدي وصدر عام 2014، والذي يقرأ فيه أهم التجارب المؤسسة للفن الحديث، من بينها تجارب: جواد سليم، وشاكر حسن آل سعيد، ونوري الراوي، ومديحة عمر، وإسماعيل الشيخلي، ومحمد غني حكمت، في ظل الظروف المعقدة التي هيمنت على الثقافة والمجتمع العراقييْن في تلك المرحلة.

رغم ممارسته للفن، إلاّ أن تجربة عادل كامل في الرسم ظلّت محصورة ولم تلق اهتماماً يذكر، وينسحب الأمر على كتاباته السردية، ومنها مجموعة قصصية بعنوان "عربة الحصان الميت"، ورواية "جهنم".

المساهمون