صدر العام الماضي "كتاب القاهرة"، وضمّ مختارات مترجمة إلى الإنكليزية، هي عشر قصص قصيرة لكتّاب مصريين تصف أو تتقاطع مع المدينة وتقدّم تصوّراً جديداً حول علاقة القاهرة بالإنسان فيها.
الكتاب حرّره رافي كورماك، وقام بترجمته عشرة مترجمين (هو من بينهم)، ويضمّ قصصاً لكلّ من حسن عبد الموجود، وإيمان عبد الرحيم، ونائل الطوخي، وأريج جمال، وحاتم حافظ، وهند جعفر، ونهلة كرم، ومحمد خير، وأحمد ناجي، ومحمد صلاح العزب.
حول هذا العمل (منشورات كوما)، تقام أمسية عند الثالثة من بعد ظهر السبت المقبل، السادس من الشهر الجاري/ ضمن فعاليات "مهرجان ليفربول للفن العربي المعاصر"، ويقدّم كورماك وثريا الريس، خلالها قراءة في الأعمال وفي تجربة نقلها إلى الإنكليزية، وكذلك تتناول صورة القاهرة في الأدب المصري الذي يكتب اليوم.
يرى المترجم أن القاهرة لطالما كانت وجهة مرغوبة للمستكشفين، وفي الآونة الأخيرة، أصبحت العاصمة المصرية تتعرّض إلى تجريف ذاكرتها الأقرب، فمنذ عام 2013، تمّ مسح أحداث "الربيع العربي" تدريجياً من تاريخها الرسمي.
يتمّ التنافس على الحاضر حالياً، حيث يُسجن الكتّاب والناشرين وتُغلق مواقع الأخبار المستقلة، ومع عاصمة إدارية جديدة يتمّ بناؤها في الصحراء شرق القاهرة، فإن مستقبل المدينة غير واضح.
هنا، تقدّم عشرة أصوات لمحات مبدئية في حياة القاهرة، في الوقت الذي تكون فيه الكتابة المباشرة عن التحديات الكبرى خاصة السياسية منها، في مصر خطرة اليوم وتعرّض صاحبها إلى الكثير.
غير أنه يجري تمرير هذا الواقع من خلال وجهات نظر حميمة عن الحياة ممزوجة بالسخرية والسريالية والفكاهة، فتأخذنا مجموعة القصص هذه عبر الأحياء الفقيرة والضواحي والحانات والشوارع الخلفية لمدينة يطاردها ماضٍ مسكوت عنه.
على الرغم من أن كلّ قصة في الكتاب فريدة من نوعها، لكنها بشكل ما تشتبك مع بعضها البعض، وتبدو مثل ألبوم للقاهرة والناس فيها، وتتحرّك بشكل سريع تماماً كما تفعل الحياة في القاهرة نفسها.
ليس ثمة أي قوالب نمطية، لن تجد أهرامات، ولا جمال النيل المهيب، بل إنها قصص ممتئلة بالبيروقراطية والتمييز والفساد والفقر والشعور بالعزلة في مدينة شديدة الازدحام.
المترجمون المشاركون هم آدم طالب، ورافائيل كوهين، وبسمة غلاييني، وثريا الريس، ورافي كورماك، وأندرو ليبر، وروث أحمدزاي، وإليزابيث جاكيت، وكريم جيمس أبو زيد، وياسمين سيل.