"مابثون": لحظة 1948 مرقمنة

25 ابريل 2019
(من عمل مروان رشماوي "إرث وطني")
+ الخط -

في موقع قائمة التراث العالمي الذي تشرف عليه "يونسكو"، ثمة قائمة مخصّصة لتلك الأماكن المرشحة للإضافة ضمن "قائمة مؤقتة"، سنجد فيها مستوطنتي دغانيا ونهلال. في عام 1969، كتب موشيه ديان "بنيت قرى يهودية في مكان قرى عربية. أنتم لا تعرفون أسماء هذه القرى العربية وأنا لا ألومكم، لأن كتب الجغرافيا تلك لم تعد موجودة. نهلال بنيت مكان معلول، وغفات مكان جيبتا، وساريد مكان حنفية، وكفر ياهوشا مكان تل شامان، لا يوجد مكان واحد بني في هذه البلاد لم يكن فيه عرب من قبل".

رغم ذلك، لن نجد في موقع قائمة التراث العالمي التابع لليونسكو، شيئاً عن كيف قامت نهلال وحلت محل معلول، أليس هذا أيضاً جزءاً من التراث الإنساني؟ هذه التفاصيل تعيدنا إلى مشروع "خرائط فلسطين المفتوحة"، الذي أطلقته مبادرة Visualizing Palestine، وهو عبارة عن منصة تسعى إلى الجمع بين تقنيات رسم الخرائط ورواية القصص حول المناطق فيها، وتقيم المبادرة محاضرة تفاعلية بعنوان "مابثون" في مؤسسة "ماغ" في عمّان عند من الثانية وحتى الخامسة من يوم السبت، 27 من الشهر الجاري.

تتناول المحاضرة التفاعلية 150 خريطة مفصّلة لفلسطين رسمت في عهد حكومة الانتداب البريطاني بين عامي 1923 و1948، وفيها ما يفوق 500 قرية فلسطينية جرى تهجيرها. وكان ذلك ضمن مشروع مسحي كتب عنه جون فردريك سالمون، رئيس "لجنة مسح فلسطين" في تلك الفترة "يجب التعامل مع المساحة الطوبوغرافية المتقنة كإرث وطني من الطراز الأول".

قامت المبادرة بجمع هذه الخرائط في المنصة، وأصبح بالإمكان الحصول على معلومات منها ونشرها للباحثين والفنانين اللذين يسعون إلى تنفيذ مشاريع حول خرائط فلسطين، من ذلك مشروع قام به الفنان اللبناني المعاصر مروان رشماوي العام الماضي تحت عنوان "إرث وطني". استوحى رشماوي تجهيزاً ثلاثي الأبعاد يشتمل على ثلاثين جزء من تلك الخرائط، وأضاف إلى مشروعه كوفية فلسطينية كتب عليها بيانات 530 بلدة وقرية فلسطينية تم تهجير أهلها عام 1948.

في المحاضرة المقبلة، يشرح القائمون على المبادرة المشروع و"التعمق في كيفية استخراج المعلومات الجغرافية من الخرائط التاريخية باستخدام أدوات رسم الخرائط مفتوحة المصدر، وتعلم اكتشاف وتفريغ محتوى هذه الخرائط"، بحسب بيان التظاهرة.

يذكر أن مبادرة Visualizing Palestine، انطلقت عام 2012، بتفكير من عدة باحثين من بينهم أحمد باركلي وجمانة الجابري، وتعمل بفريق يتكون من باحثين، ومصممين، ومطورين، وقاصّين يعملون بين غربيّ آسيا، وشمال إفريقيا، وأوروبا، وأميركا الشمالية، في 400 مدينة من 65 بلداً حول العالم.

طوال السنوات السبع السابقة، كان التفكير الأساسي لهذا المشروع هو رقمنة قضية فلسطين، جعلها مشروعاً تفاعلياً ينسجم مع وسائل التلقي والتعلم الجديدة، ووضعها في دائرة التواصل البصري، إيجاد وسيلة تعليم فاعلة وجديدة وتفاعلية معها.

دلالات
المساهمون