تحت عنوان "القدس في المنفى" تنظَّم في جامعة كامبريدج البريطانية حلقة دراسية وحفل إطلاق لكتابين وافتتاح معرض، تحتفي ثلاثتها بتجربة وحياة وأعمال الفنان الفلسطيني كمال بُلّاطه (1942-2019)، الفنان المقدسي الذي رحل في منفاه البرليني في آب/ أغسطس العام الماضي.
تنطلق الندوات التي يشارك فيها نقّاد ومؤرخو فن وأكاديميون بارزون وتقام تحت عنوان "القدس في المنفى: المعنى والتجريد في الفن العربي والإسلامي"، عند الواحدة من بعد ظهر غد الجمعة في "كلية يسوع" بجامعة كامبريدج وتستمر حتى السابعة والنصف مساء، ويقدّم لها الأكاديميان، المصري خالد فهمي من "مركز الدراسات الإسلامية" والبريطاني دونالد كوبر من "كلية يسوع" (الجهة المنظمة).
من بين المتحدثين في الندوات إليزابيث كي فودن، الأكاديمية في جامعة كامبريدج، والتي تبدأ الندوة بورقتها المعنونة "كمال بُلّاطه: فنان بيزنطي وإسلامي وتجريدي"، تليها فنيشا بورتر، القيمة المتخصصة في فن الشرق الأوسط المعاصر في المتحف البريطاني، فتقرأ مداخلة حول "كتب مصنوعة يدوياً لكمال بُلّاطه في المتحف البريطاني".
بدورها تتناول كلوديا توبين في ورقتها "محرك الألوان: محادثات في الكلمة والصورة"، بينما يقدم الباحث ريمي لابروس من جامعة نانتير الفرنسية مداخلة بعنوان "ضد الهندسة؟ في ماتيس وفنون الإسلام"، بينما تشارك مرسيدس فوليه، الباحثة في المركز الوطني للبحث العلمي في باريس، بورقة "عرض مصري مبكر للفن الإسلامي في معرض العالم 1867 في باريس: معارض الدكتور ميمار".
الأكاديمي ناصر الرباط، الأستاذ في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، يحضر أيضاً بورقة تحمل عنوان "كمال بُلّاطه: من أجل حب القدس"، وتشارك الباحثة التركية بورجو دوراماجه من جامعة "لودفيغ ماكسمليان" في ميونيخ بورقة "فنانون منفيون من العالم العربي"، وتختتم الأوراق بمشاركة الأكاديمي فينبار باري فلود من جامعة نيويورك، والتي تحمل عنوان "كمال بُلّاطه وعلم جمال الإنسانية الراديكالية".
من جهة أخرى يجري إطلاق كتابين عقب الندوة؛ الأول هو "هناك حيث لا تكون أنت" There Where You Are Not (منشورات هيرمر)، ويضم كتابات مختارة لكمال بُلّاطه، قام بتحريريها والتقديم لها فينبار باري فلود.
أما الكتاب الثاني فهو "شرود بلا انقطاع" Uninterrupted Fugue (منشورات هيرمر)، ويضم مقدمات شارك بها كتّاب وفنانون ونقاد في معارض سابقة لـ بُلّاطه وتشكل كتاباتهم في مجملها تحليلاً وقراءة عميقة في تجربته، وهم: عبد الكبير الخطيبي، جيرارد زوريغيرا، خوسيه ميغيل بويرتا فيلتشيز، جين فيشر، ميل غودنغ ، دوروثيا شون، عمر خليف، بورجو دوراماجه، هانز بيلتينغ، وإليزابيث كي فودن.
أما معرض بُلّاطه الذي يفتتح عند العاشرة من صباح غدٍ الجمعة، في قاعة "وست كورت" في "كلية يسوع" Jesus College فيضمّ الكتب الفنية التي صنعها الفنان يدوياً بتقنية الطباعة على الشاشة الحريرية.
من بين المعروضات كتاب "بورتوفوليو غرناطة" وهو تجربة تستكشف التفاعل بين الشعر والصورة من جهة، وتقارب الألوان والهندسة المعمارية من جهة أخرى، حيث أن الكتاب يضم قصائد للشاعر السوري أدونيس وأعمالاً لـ بُلّاطه أنجزها كلاهما مدفوعًا بزيارتهما لقصر الحمراء في غرناطة.
يذكر أن المعرض الذي يتواصل حتى 13 آذار/ مارس المقبل، يقام بتنظيم كلوديا توبين ورفيقة درب الفنان الراحل لِلي فرهود، وبرعاية من "مركز الدراسات الإسلامية" و"مؤسسة بارجيل للفنون" و"مؤسسة عبد المحسن القطان".