منذ ظهوره عام 1956، أصبح كتاب ديكسون من المراجع المهمة في تاريخ الكويت بشكل خاص والخليج العربي بشكل عام، حيث وثّق فيه تجربته أثناء وجوده في منطقة الخليج العربي، بوصفه مقيماً سياسياً بريطانياً، حيث عمل في شركة "نفط الكويت"، كما عمل في سوق الشيوخ في العراق.
ولكثرة ما يجري الاعتماد على هذا الكتاب في تاريخ الكويت الحديث، تعيد الباحثة قراءته من وجهة نظر نقدية، متحقّقة من طريقة تعامل المؤلّف مع النصوص التاريخية، ومستوى الموضوعية، ومدى التزام ديكسون بالدقّة في نقل الوقائع، ودرجة أهمية الوثائق التي يتضمّنها، وكأنما الدراسة هي تحقيق في أهلية الكتاب لأن يكون مرجعياً، دون إغفال أن "الكويت وجاراتها" ليس عملاً بحثياً ولم يكتبه أكاديمي أو مؤرّخ.
في هذا الكتاب يدوّن المؤلف البريطاني بعض المواقف التي عاشها ويتحدث عن الطبيعة الجغرافية للمنطقة وأنواع النباتات وأسماء القبائل المتنقّلة في الصحراء العربية.
لكن أبرز مشكلات الكتاب، أنه لا يتوخى الدقّة، بل يروي صاحبه ما تناقله الناس في تلك الفترة، وما يعيش هو وانطباعاته.
بهذا المعنى يفيد الكتاب في أعطاء تصوّر عن جوانب اجتماعية وسياسية وثقافية في الخليج. من المواضيع التي يتناولها الكتاب ظهور الوهابية وتاريخ نشأتها وانتشارها، واحتوى جانباً حول الملك عبد العزيز، والدعم الذي تلقّاه من بريطانيا.
في الجزء الأخير، يتضمّن كتاب ديكسون مقالات لزوجته التي كانت رفيقة له في الكويت، والتي تقدّم وصفاً للجانب الذي لم يكن ممكناً لزوجها أن يستكشفه وهو حياة المرأة.
يشير تقديم الكتاب إلى أن الباحثة أخضعت النصوص التاريخية المتضمنة فيه لمنهج أكاديمي، هو المنهج التاريخي الحديث، ويضيف "كشفت لنا هذه الدراسة عن احتواء كتاب "الكويت وجاراتها" لمادة تاريخية غزيرة زادت من إثراء الرصيد التاريخي للكويت، وسمحت أيضاً بتشكيل قاعدة أساسية للتعرّف على واقعها التاريخي".
من البديهي أن يكون لدى الأكاديمي العربي شكّ مشروع في الوثائق والدراسات وآداب الرحلات والمنهجية التي استخدمها مستعمرون سابقون أو رحالة أو مستشرقون أو ضباط في بدايات القرن العشرين، لكن هذا لا يمنع أنها مراجع تقدّم صورة للمنطقة في لحظة محدّدة وإن كانت من زاوية واحدة وحادّة.