تعدّدت القضايا التي تناولها العدد الحادي والثلاثين من دورية "عمران" (شتاء 2019) المحكّمة التي تختصّ بالدراسات الاجتماعية والإنسانية، وتصدر عن "المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات"، منها تطرّق إلى الحراكيْن المغربي والتونسي وتقاطعات الخطاب البيئي مع مسار نقد الحداثة وغيرها.
تضمّن العدد دراسة "التذويت والموضعة: الداخلي والخارجي في التحليل العلمي الاجتماعي" لـ منير السعيداني، التي تناقش واحداً من الشعارات المركزية التي رُفعت خلال الحركة الاحتجاجية التونسية في كانون الأول/ ديسمبر 2010 وتواصلت إلى ما بعد 14 كانون الثاني/ يناير 2011، وهو شعار: "التشْغِيل اسْتِحْقَاق يا عِصَابَة السراق"، من مُنْطلقِ تفكير سوسيولوجي.
"التدبير الطبي والأسري لوصم التوحد في مدينة القنيطرة المغربية: من الإنكار إلى الاعتراف" عنوان دراسة فؤاد أعراب التي تسعى إلى استكشاف تجربة الوصم في روايات عشرين أسرة شاركت في ورشات تكوين ولقاءات توعوية نظّمتها جمعية "نسمة للتوحد"، ومرّت في ثلاث مراحل: الإنكار، والمقاومة، والاعتراف.
إلى جانب دراسة "قضايا في تطوّر العلوم الاجتماعية في العالم العربي" لـ إيليا زريق يختمها بالكشف عن كيفية استفادة الحكومات الغربية من الباحثين الغربيين للتدخل في شؤون العالم الثالث، وهو ما يعتبر خرقاً للمعايير الأخلاقية للبحث العلمي، و"محدودية نظرية الاختيار العقلاني في سوسيولوجيا الحركات الاجتماعية: حالتا حركة ’20 فبراير‘ وحراك الريف في المغرب" لـ محمد نعيمي التي تبيّن أنه على الرغم من تفسير النظرية حركات اجتماعية ذات مصالح اقتصادية فئوية، فإنها قاصرة منهجيًا وإبستيمولوجيًا أمام حركات تحفيزاتها رمزيةٌ كمُتَع النضال وتأكيد الذات، ورهاناتها قيمٌ لامادية كالحرية والكرامة.
كما تضمّ المجلة دراسة بعنوان "محاولة في فهم تقاطعات الخطاب البيئي مع مسار نقد الحداثة" لـ عبد الحميد العبيدي، التي تخلص إلى أن الخطاب البيئي ما هو إلا أحد تجليات الأزمة الأخلاقية للحداثة، وهو يتقاطع مع مسار نقدها الحضارة التكنولوجية القائمة على عقلانية الفعل، ومنطق الربح في نظام إنتاج رأسمالي دمّر الطبيعة والمجتمع؛ لذلك فإن الأزمات البيئية تصاحبها دوماً أزمات اجتماعية.
وتضمّن العدد، أيضاً، ترجمة بعنوان "مفهمة الوصمة" من تأليف بروس ج. لينك وجو ك. فيلان، وترجمة ثائر ديب. أما في قسم "مراجعات الكتب"، فقد اشتمل العدد على مراجعة كتاب "تدريس التنمية المستدامة: التحديات الأخلاقية والسياسية"، من إعداد إبراهيم العيسوي، ومراجعة كتاب "القومية العربية الراديكالية والإسلام السياسي: إفرازان متناقضان للحداثة"، من إعداد نوري دريس. وتضمّن العدد أيضاً تقريراً حول مؤتمر "العدالة الانتقالية والانتقال الديمقراطي في البلدان العربية: السياسة والتاريخ والذاكرة" من إعداد عبده موسى.