حين تتبجّح المذهبية باللاطائفية

21 يونيو 2015
مشهد من بيروت (تصوير: كافي كاظمي)
+ الخط -

على الحرب ألا "تنذكر" مخافةً من أن "تنعاد". مرة أخرى يُمنع عرض فيلم جديد في لبنان بحجة المنطق نفسه الذي يضرب عرض الحائط بأبسط قواعد علم النفس.

ليس في القرار ما يفاجئ، طالما أن مجرمي الحرب المتربعين على كراسي الزعامات الطائفية هم أنفسهم من يمسك بزمام الرقابة الأمنية.

هؤلاء كما نعلم ليسوا ماضويين، والدليل أننا نجد اليوم خصوم الأمس بينهم يقفون يداً بيد في مواجهة خصوم اليوم.

لنتوقف لحظة عند تبرير المنع كما يُقال في أروقة الرقابة الأمنية:
"هناك احتمالٌ كبيرٌ بأن يؤدّي عرض تجاري لفيلمٍ كهذا إلى إثارة مشاكل أو اشتباكات بين مشاهدين منتمين إلى فئات وجماعات مختلفة".

عال، بين من ومن؟

منذ انسحاب الجيش السوري من لبنان، صرت تجد شيعة وسنّة ودروزاً متعصبين حتى العظم يتبجحون بلاطائفية زعاماتهم المتحالفة مع أقطاب مسيحيين.

حسناً، لو أردنا التسليم بمنطق هؤلاء، فالطائفية لم تعد تشكل خطراً على السلم الأهلي، بل من شأنها التخفيف من حدة الاستقطاب المذهبي!

المساهمون