"كتارا لآلة العود": على خطى الكندي

23 ابريل 2019
(الموسيقية الإيرانية ياسمين شاه حسيني في حفل سابق)
+ الخط -

تتعدّد مؤخراً الملتقيات التي تتوّجه نحو الآلات الشرقية، والعود تحديداً، في العالم العربي، ضمن محاولة لسدّ فجوة كبيرة تتصل بمسارات ثلاثة؛ التجديد في اللحن والنغمة، والتنظير حول المدونة الموسيقية في التراث أو في الزمن الراهن، وإلقاء الضوء على تطوير حرفة تصنيعها.

للسنة الثالثة على التوالي، تنطلق فعاليات "مهرجان آلة العود" الذي تنظّمه "المؤسسة العامة للحي الثقافي – كتارا" في الدوحة عند الثامنة من مساء اليوم الثلاثاء على خشبة "دار الأوبرا"، ويتواصل حتى السادس والعشرين من الشهر الجاري، بمشاركة خمسة وثلاثين فناناً.

تركّز الدورة الحالية على تجاور عدّة تجارب وفنانين في كلّ أمسية من الأمسيات الأربع، والجمع أيضاً بين العزف والغناء باعتبار الأخير عنصراً أساسياً في الثقافة العربية، كما تقيم معرضاً متخصّصاً يستضيف مجموعة من الخبراء المشاركين في "معرض صنّاع العود" من خلال الحديث عن تجاربهم ورؤاهم ونماذج تطبيقية من آلاتهم.

تحمل التظاهرة اسم الفيلسوف العربي أبو يوسف يعقوب بن إسحاق الكندي (805-873) الذي ترك سبع رسائل في الموسيقى، منها رسالته الكبرى في التأليف، ورسالته في في ترتيب النغم الدالّة على طبائع الأشخاص العالية وتشابه التأليف، ورسالته في الإيقاع، ورسالته في المدخل إلى صناعة الموسيقى، ويُعرض فيلم وثائقي حوله ضمن حفل الافتتاح.

يشارك في المعرض يعقوب جاسم من الكويت الذي يتناول الفوارق بين ضبط أوتار العود (دوزان) في الثقافة العربية وبين الثقافات الأخرى، والذي يفرض صلابة ومتانة في تصنيع العود العربي حتى يحتمل الشدّ العالي، حيث تستخدم أخشاب السيسم والماهوغني، كما يلفت إلى أن الزخارف والأصداف المضافة على الأعواد لا تؤثر على صوتها لكن ذلك يعتمد على حرفية الصانع.

كما يحضر كلّ من الصانعين السيد مرتضى والسيد فاطمة من إيران، وياسر صالح العواد من العراق، وباريس يكتا كاراتيكيلي من تركيا، وإبراهيم السكر من سورية.

تُفتتح التظاهرة اليوم بحفل يضمّ الموسيقي العراقي مصطفى زاير ومجموعته "سومريون" الذي يؤدي مقطوعات من ألبوماته "ذكريات" (2005)، و"عشق بغداد" (2013)، و"خيال" (2013)، ويراففه الموسيقيون محمد السليطي من قطر، وداليا حسين من الأردن، وأصيل هميم والشقيقين عز وفهد من العراق.

في حفل اليوم التالي، يقدّم الأخوان بشير ومحمد الغربي من تونس حواراً بين العود والكمان في معزوفات عديدة مثل "تأملات" و"لونغا نهاوند"، إضافة إلى عبد الحق تيكروين من المغرب، وسالم المقرشي من عُمان، وولاء الجندي من لبنان، ويوردال توكان من تركيا، ومجيد ناظم بور من إيران.

أما اليوم الثالث، فيشارك الموسيقي اللبناني شربل روحانا بمقطوعات من أعماله "تشويش" (2013)، و"شغل يت" (2008)، و"مزاج علني" (2000)، والأردني طارق الجندي الذي يجمع بين التأليف الموسيقي وتدريس العزف على آلات مختلفة وله كتاب بعنوان "دراسات ومؤلّفات لآلة العود" وعدد من الألبومات المستمدّة من التراث الشامي، ويرافقهما عارف جمن من اليمن، ودريع الهاجري من الكويت، وأويا ليفندوفلو من تركيا. وتختتم العروض بأمسية لكل من يحيى عبنه من اليمن وياسمين شاه حسيني من إيران.

المساهمون