في 2016، أطلق "غاليري المرخية" في قطر الجزء الأول من معرضه الصيفي الذي جمع تجارب لفنانين من عدّة بلدان عربية، تتنوّع بين النحت ولوحات التجريد والطبيعة والبورتريه، وتمثل مدارس وأشكالاً فنية عربية معاصرة، حيث يحضر فن الحرف العربي وتأثيرات الفنون الإسلامية، إلى جانب أعمال تستمدّ موضوعاتها من التراث.
حتى السابع والعشرين من تموز/ يوليو المقبل، تتواصل فعاليات الجزء الثالث عشر من "مجموعة الصيف" التي افتتحت في "مطافئ: مقر الفنانين" بالدوحة مساء الخميس الماضي، بمشاركة حمزة بونوّة من الجزائر، وكمال الفقي ورباب نمر من مصر، وريم يسوف وحسكو حسكو من سورية، ومنصور الهبر من لبنان، وفلاح السعيدي من العراق، وحيان منور من فلسطين، وأمل العاثم وسلمان المالك من قطر.
تتبع أمل العاثم في معظم أعمالها حشود النساء وحركتهن وتفاعلهن المستمر بحثاً عن الخلاص من الهيمنة والوصاية الأبوية، وتستند في تجربتها إلى خلفية أكاديمية تحكم توظيفها عناصر مستمدة من التصميم الداخلي وتصميم الأزياء والنسيج والعمارة، ضمن تجريدية تعبيرية تصوّر حركة البشر في مشهدية دراماتيكية تعتمد الغنى اللوني الذي يعكس بحثاً دائماً عن التوازن في مواجهة التساؤلات الكبرى.
ويذهب سلمان المالك إلى رسم الوجوه مكتملةَ الملامح ثم يعود ليمحوها وفق تراكم لوني مدروس، فتختفي الكثير من التفاصيل، فلا يظهر منها سوى غرابتها أو تعبيرها عن عزلتها وقلقها، في سعي إلى استثمار مشهدية البحر والصحراء، وتقديم رموز تتصل بذاكرة الفرد في بيئته الخليجية.
وتحضر عناصر شبه دائمة في لوحة ريم يسوف وأبرزها الأطفال وأحلامهم وجثثهم المحلقة، والطائرات الورقية، وطيور السنونو، ومغلفات البريد، إلى جانب ميلها إلى الرسم بالأبيض والرمادي والألوان الترابية، في اشتغال على ثيمة الحرب والعنف.
أما حسكو حسكو فتغلب على أعماله غنائية تجريدية تستدعي مفردات من الطبيعة بشكل أساسي؛ حيث الحيوانات والنباتات والأشجار والبيوت والتلال والنهر، وكأنها تتحاور ضمن انسجام صوفي لا تخرج عنه بالعادة، مع انزياحات إلى توظيف أسطوري لبعض تلك الكائنات.
بينما يبحث حمزة بونوّة في تمظهرات الشكل الإنساني غير المستقرّة المتفلّتة والمتغيّرة، والتي تكشف تناقضاته المتعدّدة على أكثر من مستوى؛ فهي في حالة فوضى تشكيلية تتناظر مع الواقع وتعبّر عن مدى الاستلاب، والهشاشة التي نعيشها اليوم.
ويتماهى منصور الهبر مع المواضيع الاجتماعية والسياسية التي يقدّمها بشكل غير مباشر، بينما يركّز حيان منور على القمع للحدود التي يسعى الإنسان إلى تخطيها وتجاوزها، ويتناول فلاح السعيدي الإنسان في حالة حركة ضمن تدفق لوني يشكّل أساس تكوين شخصياته.
ويشتغل كما الفقي في منحوتاته على ثيمة الانتظار التي يجسّدها بأشكال تثير السخرية وتوحي بأنها تعيش بلا أمل، وتلجأ مواطنته رباب نمر إلى تقديم تكوينات بشرية شبيه بالتماثيل الحجرية؛ حيث تبدو أقرب إلى المنحوتات الفرعونية.