عادة ما ينظر إلى الموسيقى السيمفونية باعتبارها فنّاً لا يمكن أن يتخطى عتبة القرن التاسع عشر، حيث تمثل مرحلة من تبلور التقاليد الكلاسيكية في الموسيقى؛ لا يمكن خلطها مع التحوّلات التي طالت الفن التاريخ الحديث من حروب وسياقات فكرية جديدة ونزعات استهلاكية.
في نهاية القرن التاسع عشر والسنوات الأولى من القرن العشرين، وقف الموسيقار التشيكي أنطونين دفوراك (1841 – 1904) ضد هذه الرؤية معتبراً أن الفن السيمفوني لا بد أن يظلّ أداة تعبير على كل الأزمنة.
تجسّد هذا الموقف بالخصوص في أبرز أعماله "السيمفونية التاسعة" التي يجري تداولها تحت تسمية "سيمفونية العالم الجديد" حيث وظّف عناصر سمعية أميركية في كتابة موسيقى جديدة مع الحفاظ على القالب الكلاسيكي، باعتبار الولايات المتحدة الأميركية مثلت وقتها رمزاً للتحوّلات الفنية الكبرى ودعامة لها، وهو الذي فضّل أن يقيم في نهاية حياته في نيويورك. ولعل أبرز تأثير للموسيقار التشيكي يكمن في طريقة توظيف الرؤية السيمفونية في بناء موسيقى الأفلام رغم أنه لم يتصدّ لهذا النمط الموسيقي بنفسه.
بمناسبة مرور 175 عاماً على ميلاده، تستعيد الليلة "أوركسترا القاهرة السيمفوني" عدداً من أعمال دفوراك في "دار الأوبرا المصرية" على خشبة "المسرح الكبير". يقود الفرقة المايسترو هشام جبر، وسيشارك في الحفل أيضاً عازف البيانو وائل فاروق من خلال إعادة كتابة مقاطع سيمفونية للبيانو كما يتضمّن الحفل تقديم جزء من أوبرا "لحن الوجود" التي وضعها الموسيقار المصري عزيز الشوان.