تحت عنوان "دراسات" يقيم النحات السوري أحمد الشيخة، المقيم في لبنان، معرضه الفردي الأول في غاليري "ليتيسيا" في بيروت، حالياً وحتى نهاية العام، ومثلما يوحي العنوان فإن النحات يضع أمام المتلقي تجاربه في مواضيع وخامات مختلفة.
يتضمّن المعرض سلسلة من المنحوتات التي أنجزها الفنان بشكل أساسي من حجر البازلت الرمادي، ثمة أعمال أيضاً من الغرانيت والرخام الأحمر، وتشكّل بمجموعها تصوّراً عن تجربة الشيخة ومحاولاته متعدّدة الوسائط.
يميل الفنان إلى التجريد والبساطة وتقترب أعماله من المنحوتات البدائية القديمة التي لا تعطي اعتباراً لملامح المنحوتة والتفاصيل وتكتفي بنحت الكتلة والشكل العام للشخص أو الفعل، فنرى مثلاً منحوتة بعنوان "مستعد" وتبدو وكأنها لجندي واقف على أهبّة الاستعداد، لكنه يبدو أيضاً كصنم قديم.
ثمة أعمال منشورة للفنان في موقع "فنون" تكشف المزيد عن مزاجه النحتي؛ ففي "زوجان" ثمة تجسيد لعناق اثنين من دون تفاصيل، يرى المتلقي فقط تكويناً حانياً ومتقارباً من الغرانيت، وكذلك الأمر في عمل "العذراء" من الرخام الأحمر، إلى جانب عمل "السلف" وفيه وجه بشري ممحو التفاصيل لكنه أقرب إلى أن يكون مخلوقاً من عالم آخر، مصنوع من الغرانيت أيضاً.
تتميّز ممارسة الشيخة النحتية بإتقانه للوسائط المتعدّدة وتأثّره بالتصوّرات البدائية في فنون النحت، وكذلك بأنه يتقن العمل على خامات مختلفة فقد بدأ بخامتي الكروم والحديد، ومع تطوّره قام الشيخة بتوسيع تجربته من خلال استخدامه للرخام والغرانيت والبازلت لالتقاط الأشكال المادية المجردة.
عن عمله يقول الفنان "أتحرك مدفوعاً بغريزة الابتكار. لا أعتمد على قالب أو نموذج فبدلاً من ذلك تعمل يدي بحرية حواسي بحيث يكوّن كلّ عملٍ فني قطعة فريدة ويحكي قصة مختلفة"، حيث يعتمد النحات على فكرة المقاربة والشبه وليس التمثيل ما يعطي كل عمل آلية حركة مختلفة.