هالة السكاكيني... هي والقدس والسيرة الذاتية

10 فبراير 2020
هالة (الأولى من اليمين) ودمية (الثانية من اليسار) 1935
+ الخط -

عاشت الكاتبة هالة السكاكيني في القدس منذ ولادتها (1924-2002) وحتى بلغت الرابعة والعشرين عاماً أي حتى عام النكبة، 1948، فكانت شاهدة على الحياة الاجتماعية والثقافية والسياسية في المدينة لا سيما وأنها ابنة الكاتب خليل السكاكيني والذي يتضح من مذكراتها ما له من تأثير كبير على شخصيتها.

وبالنظر إلى أهمية المرويات الشخصية عن التاريخ الفلسطيني في القدس قبل 1948، خاصة تجربة النساء فيها، تكتسب مذكرات السكاكيني في تلك الفترة أهمية وخصوصية، وقد صدرت مؤخراً في كتاب بعنوان "أنا والقدس: سيرة ذاتية"، عن "مؤسسة الدراسات الفلسطينية" و"مؤسسة تامر للتعليم المجتمعي"، بترجمة عن الإنكليزية أنجزتها هلا الشروف ووضع لها مقدمة كل من رناد القبج وسليم تماري.

تتنقل السكاكيني في مذكراتها بين حياتها الشخصية وبين الجو العام في المدينة بشكل خاص، وتطل عبر ذلك على فلسطين بالعموم، سنجد الكاتبة تقدم قطعة كبيرة من ذكرياتها، تترافق مع وصف تفصيلي ودقيق للأمكنة والعائلات وأسماءها والحديث عن المسرح والمدراس والمقاهي إلى جانب تناول الاحتفالات والمناسبات.

أنهت السكاكيني دراستها الابتدائية في الثلاثينيات، وحين وقعت النكبة غادرت مع العائلة حي القطمون في القدس الغربية إلى مصر، وعادت في وقت لاحق إلى رام الله،  حيث بدأت تمارس مهنة التعليم في مدارس رام الله وجامعة بيرزيت.

تكتب: "أمضينا طيلة السنوات اللاحقة لعام 1948 في المنفى، بعيداً عن القدس. كنا على وشك فقدان الأمل برؤية القطمون أو بيتنا مرة أخرى. وحينما سنحت لنا الفرصة أخيراً لزيارة حيّنا القديم، ترددنا لوهلة. لم نكن نريد أن "نعود" بهذه الطريقة. كنا هناك للمرة الأخيرة بتاريخ 30 نيسان 1948، حينما هربنا من القدس خلال حرب فلسطين. كان عمر بيتنا وقتها أحد عشر عاماً تماماً. وكان لا يزال يبدو جديداً. منزلنا بكافة تفاصيله كان جميلاً ومتألقاً. كنا، قبل شهر فقط من مغادرتنا للبيت، قد دهنّا النوافذ بألوان زاهية. كان بستاننا في حالة جيدة، وكان في ذلك اليوم الربيعي من عام 1948 بكامل نضارته. كم تغيّر شكل المنزل والحديقة الآن".

حررت السكاكيني مذكرات والدها تحت عنوان "كذا أنا يا دنيا" والتي نُشرت سنة 1955، وألّفت أيضاً بالإنكليزية عدة كتب من بينها هذه المذكرات وكتاب Twosome، وفي عام 1998، أسست مع شقيقتها دمية وأصدقاء فلسطينيين "مركز خليل السكاكيني الثقافي" في رام الله، كما أن لها مذكرات شخصية غير منشورة.

يقدم 'مركز خليل السكاكيني" ندوة لإطلاق الكتاب عند الخامسة من مساء السبت المقبل، 15 من الشهر الجاري، يتحدث خلالها سليم تماري، أستاذ علم الاجتماع وباحث في مؤسسة الدراسات الفلسطينية، والكاتبة والمترجمة تانيا تماري ناصر، إلى جانب رناد قبج، مديرة "مؤسسة تامر للتعليم المجتمعي".

المساهمون