يتناول الباحث بشكل أساسي مظاهر العمارة الأندلسية التي توجد في أميركا اللاتينية، وعلى وجه الخصوص في البلدان التي عرفت الاستعمار الإسباني، وتلك التي انتقل إليها الـ "مدجنون" ونقلوا معهم عمارة الأندلس وفنونها من موسيقى ورقص وغناء وخزف.
يتوقّف الباحث عند فن المُدَجّنين أو موديخاريس وهو من الفنون الإسلامية الخاصة بالمدجّنين وهم المسلمون الذين ظلّوا في أراضيهم بعد سقوط غرناطة، عام 1492، وأصبحوا في خدمة التاج الإسباني مقابل بقائهم، وكانوا من أصحاب المهن الحرفية من عمارة وصناعات يدوية وفنية فمنهم الموسيقيين والفنانين والخزافين.
بعد سقوط الأندلس كانت مهن المُدجّنين مطلوبة، و خلال القرنين السادس عشر والسابع عشر أصبحوا يعملون في نفس المهن في المشاريع المعمارية في المستعمرات الجديدة التابعة للتاج الإسباني.
يتضمّن فن المُدَجّنين استخدام الطوب والأشكال الهندسية والمعادن المستخدمة في الزخرفة والقرميد متعدّد الألوان والمنحوتات الخشبية والزخارف الجصية واستخدام السيراميك والأقواس متعدّدة الأشكال والمغلقة.
ووفقاً للباحث كاسترو فإن العمارة المعاصرة اليوم في مستعمرات إسبانيا السابقة ما زالت متأثرة بالعمارة الكولونيالية التي هي أصلاً مستوحاة من الفن الأندلسي.
من أبرز المعالم المعمارية التي يقوم المحاضر بتحليل علاقتها بالعمارة الأندلسية برج موديخار في كالي كولومبيا؛ وهو مقطع على هيئة أشكال هندسية بنقوش شرقية وألوان حارة قريبة من الفن الإسلامي، وله قبة من القرميد الملون وقد بناه معماري مسلم هارب من إسبانيا كما تقول الروايات.
هناك أيضاً دير سان فرنسيسكو ليما في البيرو، وقد صمّم صحن الكنيسة بحيث تظهر فيه الهندسة الإسلامية وزينت أعمدة الباحة بالقرميد الإشبيلي، إلى جانب دير المرثيد في المكسيك الذي لا يخفى أثر العمارة الأندلسية فيه من خلال القباب والأقواس والزخارف.
كما يتطرّق الباحث إلى أقواس كارمن في سان كريستوفل في المكسيك أيضاً، والفراغات المعمارية والزخارف الجصية والسقف الخشبي والنجمة الثمانية التي تعرفها العمارة في الفن الإسلامي.
من المباني التي يحلّل المحاضر علاقتها بالإرث المعماري الإسلامي القادم من غرناطة وإشبيلية وطليطلة؛ فندق الفناء الأندلسي في الإكوادور ومدينة رُندة فيها أيضاً، وفندق فلوريدا في مدينة هافانا القديمة في كوبا، وحي كولونيا دي سكرامنتو في الأورغواي وغيرها.