"مولن الكبير": عودة إلى رواية آلان فورنييه الوحيدة

21 ابريل 2020
آلان فورنييه
+ الخط -
قبل عشرين عاماً، أجري استفتاء بين القراء الفرنسيين عن أهم الكتّاب في تاريخ الأدب الفرنسي والفرنكفوني بالعموم، فجاء الكاتب الفرنسي آلان فورنييه (1886 - 1914) في الترتيب السادس بين مارسيل بروست وأندريه جيد وفرانسواز ساغان وألبير كامو وسيمون دي بوفوار وآخرين.

مؤخراً انضم فورنييه، الذي يقرأه الطلاب في مراحل مبكرة في المدرسة، إلى إصدارات سلسلة "لا بلياد" التي تنشرها دار "غاليمار" الفرنسية لتعيد تقديم الأعمال الكلاسيكية البارزة في ثقافات مختلفة وتحتفي بها، ويُعد عمله الروائي الوحيد "مولن الكبير" Le Grand Meaulnes الذي تعيد الدار نشره، من أفضل الأعمال التي تناولت فترة المراهقة والطيش والبلوغ والتعرف على الذات، وهو شبيه بعمل جيروم ديفيد سالينجر "الحارس في حقل الشوفان" وسابق عليه.

في مرحلة المراهقة التقى فورنييه بالكاتب الفرنسي جاك ريفيير على مقاعد الدراسة، وأصبح الاثنان أصدقاء وتزوج الأخير من شقيقة فورنييه، وكان الحلم أن يكتب الاثنان وأن يبرزا في الأدب، ولكن فورنييه انقطع عن الدراسة فجأة. وفي هذا الوقت، نشر بعض المقالات والقصائد والقصص التي تم جمعها وإعادة نشرها لاحقاً تحت اسم "المعجزات".

وفي إحدى نزهاته الصيفية على ضفاف السين عام 1905، التقى بالشابة إيفون التي أصبح مفتونًا بها ولكنها اختفت من حياته ولم يلتق بها لاحقاً إلا وهي متزوجة ولديها طفلان، وكانت إيفون بطلة روايته.

في عام 1910، أصبح ناقدًا أدبيًا يكتب في مجلة "باريس جورنال"، وهناك التقى بأندريه جيد وبول كلوديل. ونشر "مولن الطويل" في أوائل عام 1913، ورشحت لجائزة غونكور ولكنها لم تفز بها، وترجمت إلى عدة لغات أوروبية خلال العقود التالية.

في عام 1914، بدأ فورنييه العمل على رواية ثانية لكنه لم يكملها، إذ اشتعلت الحرب العالمية الأولى واستدعي إلى العسكرية فترك كل شيء والتحق بالجيش الفرنسي وقُتل في الحرب بعد شهر واحد من ذهابه، وبقيت جثته مجهولة الهوية حتى عام 1991.

نُشرت مراسلات فورنييه مع صديقه ريفيير في كتاب، كما نشرت مراسلاته لعائلته في كتاب آخر، وكذلك نشرت ملاحظاته ومسوداته لروايته الثانية والرسوم والتخطيطات التي كان يرفقها مع محاولاته كتابتها في كتاب بعنوان الرواية المبدئي الذي وضعه "كولومب بلانشيه".

المساهمون