"الملتقى الدولي للتصوّف": روحانيات في عصر العولمة

19 مارس 2019
يزيد خلوفي/ الجزائر
+ الخط -

تتوّجّه معظم الملتقيات التي تُعنى بالتراث الصوفي في العالم العربي إلى الحضرة التي أنتجتها الزوايا والتكايا على مدار قرون، سواء بتقديمها بصورتها الأولية أو بإعادة إنتاجها في عروض مسرحية توظّف مؤثرات أخرى، إلى جانب الاهتمام بتاريخ التصوف وأعلامه.

منذ تأسيسه عام 2013، يركّز "الملتقى الدولي للتصوّف"، والذي انطلقت فعالياته دورته السابعة بعد ظهر اليوم الثلاثاء في "دار الثقافة الجديدة" بمدينة غليزان (غربي العاصمة الجزائرية)، على دراسة وبحث البعد الأخلاقي والفلسفي للصوفية.

تشكّل "التربية الروحية وتحديات العولمة" الموضوع الرئيسي للدورة الحالية التي تتواصل حتى مساء غدٍ الأربعاء، حيث يناقش المشاركون خمسة محاور هي: "التربية الروحية في النصوص الشرعية والمدونات العلمية"، و"القيم الروحية في الفكر الصوفي"، و"العولمة، أبعادها الإيجابية وآثارها السلبية على المجتمعات الإنسانية"، و"سبل تعزيز القيم الروحية في ظل تحديات العولمة"، و"التربية الروحية بين ثوابت المرجعية الوطنية وإكراهات العولمة".

تهدف التظاهرة إلى "معالجة إشكالية التربية الروحية في ظل تحديات العولمة بمختلف مستوياتها وبجميع آثارها، لاسيما في جوانبها الفكرية والاجتماعية والثقافية والإعلامية، عبر إعادة قراءة المصادر التي تركها المؤرخون والعلماء العرب والمسلمون كالطوسي، والكلاباذي، والقشيري وغيرهم"، بحسب بيات المنظّمين.

يتضمن البرنامج سلسلة من المحاضرات منها: "آليات ووسائل تعزيز ثقافة الأخوة والتماسك والتكافل المجتمعي في ظل العولمة"، و"سبل تعزيز الثوابت والمحافظة على عناصر الهوية في ظل تحديات العولمة"، و"التربية الروحية في مصنفات العلماء الجزائريين"، و"عصرنة الخطاب الديني كي يتماشى مع واقع المجتمع ونوازل العصر الراهن".

كما تركّز بعض الأوراق على مقاربات الفلاسقة المسلمين من أمثال ابن سينا والغزالي وابن خلدون للتصوف، وسجالات علماء الفقه والكلام، وأدبيات المستشرقين حول الصوفية وتفسيراتهم المختلفة لنشوئها وتطوّرها، والخطاب الديني وتاريخ المؤسسة الدينية وأبرز الطرق ومدارس المتصوّفة ودورهم في الاجتهاد وتجديد النص عبر العصور، ومواجهة خطابات اليأس والقنوط، وخطابات العداء والكراهية.

دلالات
المساهمون