"مكتبة عمّان الصغرى".. أكثر من مكان هادئ للقراءة

20 ديسمبر 2018
(من صفحة المكتبة على فيسبوك)
+ الخط -

تقوم "مكتبة عمّان الصغرى" في العاصمة الأردنية، في الآونة الأخيرة، بسلسلة من النشاطات والبرامج التي تُخرج المكتبة عن دورها التقليدي الذي اعتاد عليه المجتمع المحيط بالمكتبات في البلاد العربية، وهو أمر مختلف ويوحي بتطلّع المكتبة إلى أن تكون أكثر من قاعة توفّر الكتب والمكان الهادئ لقرّائها.

ضمّ برنامج المكتبة خلال الأسابيع الماضية فعاليات تنوّعت بين عروض أدائية وقراءات وعروض أفلام وثائقية، ما يجعلنا نفكّر في المكتبات كمنصة يمكنها التوسّع لتلعب دوراً مركزياً في توفير المعلومات واستفزاز الأفكار وتحريض المبدعين على اجتراح علاقة مختلفة مع مكتبات مدنهم.

أصبحت القراءة الرقمية ضمن عاداتنا جميعاً على نحو لم يكن متخيّلاً قبل عقود قليلة من اليوم، وبحسب عدّة دراسات فإن مبيعات الكتب الإلكترونية ارتفعت من 1.5٪ في الربع الأول من 2009 إلى 5٪ في الربع الأول من 2010. وهذا أمر جيد من عدة نواح، لكنه يضع علاقة القارئ بالمكتبة موضع سؤال.

السؤال المطروح اليوم، مع المكتبة الرقمية المهولة، ما هو الدور المنتظر من المكتبات لكي تستمر في تأدية واجباتها التقليدية وتتوسّع لتنتقل إلى مهمات جديدة.

أمس الأربعاء، نظّمت "مكتبة عمّان الصغرى" عرضاً أدائياً للفنانة إيفون بوخهايم بعنوان "ملح على لساني"، والذي أنتجته خلال وجودها في عمّان لمدة ثلاثة أشهر.

العمل رسالة متعدّدة الحواس من قبل الفنانة إلى جدّتها الراحلة التي لم تكن هناك لغة مشتركة تجمع بينهما. عبر أداء وفيلم متحرّك قصير، تستكشف الفنانة أصولها اليونانية، وفي الوقت ذاته تقدم فرصة للتأمّل في دور الطعام كرابط بين الأماكن وبين الناس وبين الثقافات على بعد يتعدى اللغة بحد ذاتها.

تنظّم المكتبة أيضاً بشكل دوري سلسلة محاضرات بعنوان "مجموعة قراءات إنهاء الاستعمار"، تسعى من خلالها إلى مناقشة نصوص تتناول موضوع إزالة آثار الاستعمار ونظريات دراسات ما بعد الاستعمار، حيث أن استعمالنا لمصطلح الاستعمار يشير إلى استمرارية وجوده وأنّه ما زال حياً، وفقاً للقائمين على المكتبة. من هنا فإن الرغبة بالتفكير الجماعي في هذا الموضوع هو الأساس الذي ستقوم عليه هذه الاجتماعات.

تقوم "عمان الصغرى" أيضاً بعرض سلسلة من الأفلام التي تستعرض فترات النكسات السياسية في بلاد مختلفة، متناولةً بدايات وانتصارات وفشل محاولات التغيير، سواءً كانت واضحة أو مبهمة، ومن الأفلام التي قدمتها خلال الفترة الماضية "الميدان" لجيهان نجيم.

عرضت المكتبة أيضاً فيلماً عن الشاعر السوري البرازيلي والي سالوماو الذي كانت الحياة بالنسبة إليه عبارة عن فيلم خيالي، وعرضت كذلك فيلم "تروبيكالا" للمخرج مارسيلو ماتشادو، الذي يتناول الحركة الفنية "تروبيكالا" التي جمعت المسرح والشعر والموسيقى معاً وشكّلت حركة تعبيرية مجابهة للحكم العسكري في ذلك العهد في البرازيل.

كما أطلقت المكتبة "ملف 67" وهو كتاب اشتركت في إنتاجه ثماني مؤسسات إعلامية عربية مستقلة هي: "اتجاه"، و"دون تردد"، و"حبر"، و"صوت"، و"مدى مصر"، و"معازف"، و"منشور"، ونُشر إلكترونياً في الذكرى الخمسين لحرب حزيران، وضم 17 مادّة مكتوبة وثلاث مواد صوتية (بودكاست).

دلالات
المساهمون