صراع الأبجدية

15 نوفمبر 2016
هاليدون هاليتي/ ألبانيا
+ الخط -

حتى أوائل القرن العشرين ظلّت ألبانيا تعتبر نفسها جزءاً من الشرق وثقافته، ليس لأغلبيتها المسلمة فقط، بل لسبب آخر مهم هو أن أدبها ظلّ يُكتب منذ القرن الخامس عشر بالأبجدية العربية وتدرّس العربية في مدارسها.

ولأن الانفصال الأبجدي تتبعه انفصالات، على رأسها الاجتماعي/السياسي/الثقافي، فالتبعية للغرب، ركّزت قوى حول ألبانيا، النمسا وإيطاليا، على محو الأبجدية العربية، وإحلال اليونانية واللاتينية محلّها.

نجح هذا المسعى عام 1920، حين تبنّت ألبانيا الحرف اللاتيني، فطُمس التراث الأبجدي كلّه، وعاد البحث عن هذا التراث بعد نهاية الحرب العالمية الثانية، واكتشف بين العامين 1950 و1953 أدبٌ واسع؛ قصص وملاحم ودواوين شعرية وكتب فلسفية ودينية، وأعيدت كتابة تاريخ الأدب الألباني.

حتى الآن لا يُعرف تأثير تغييب الأبجدية العربية على المخيّلة الألبانية، لأنه رغم تغييبها كلغة، ظلت ألفاظها وتعابيرها متداولة شعبياً، ولا نشك أن لها فاعليتها التي تحتاج إلى حماية ضد أمثال الروائي إسماعيل كادريه الذي ألصق نفسه بالحزب الشيوعي الذي مهّد لإطلالةِ العالم الواسعة على رواياته، ثم قفز هارباً حين أوشكت سفينة الحزب والوطن على الغرق، وصولاً إلى التصاقه بالصهيونية في شباط/ فبراير 2015.


المساهمون