الأرجنتين في المونديال.. بين منتخب أصدقاء "ميسي" والولاء للقميص

03 يونيو 2018
هل يحكمُ ميسي الأرجنتين؟ (Getty)
+ الخط -
يعيش المنتخب الأرجنتيني فترة صعبة قبل الدخول رسمياً في منافسات بطولة كأس العالم 2018 بعد حوالي أسبوعين من الآن، خصوصاً بعد الخسارة المُدوية أمام منتخب إسبانيا (6 – 1). وإن كان غياب ليونيل ميسي له تأثير كبير على الأداء داخل الملعب إلا أن حضوره أيضاً قد يكون عبئاً على المنتخب بأكمله، ليس من الناحية الفنية، بل من الناحية الإدارية.

تملك الأرجنتين فرصة ذهبية لحصد لقب مونديال روسيا 2018 والعودة إلى منصات التتويج بعد 28 سنة من الغياب. فهو المنتخب الذي يملك عناصر مُميزة قادرة على تحقيق الهدف والأهم وجود أفضل لاعب في العالم ليونيل ميسي. لكن بعيداً عن الجوانب الفنية وتحضيرات "الألبيسيليستي" مع المدرب خورخي سامباولي، يبدو أن الأمور الإدارية في المنتخب وبحسب الكثير من النقاط والمحللين لا يمكن أن تسير بدون لمسة من ميسي إن كانت من الناحية الإيجابية أو السلبية.


منتخب أصدقاء ميسي؟
في برشلونة لا صوت يعلو فوق صوت ليونيل ميسي، والملك هناك هو ليونيل ميسي، ولا أحد سواه. وبكل بساطة ما قدمه ميسي للنادي "الكتالوني" يستحق عليه لقب الملك. لكن الأمر مختلف كثيراً مع المنتخب الأرجنتيني وإن كان صاحب الفضل في الوصول إلى ثلاث نهائيات مؤخراً في نسختين من "كوبا أميركا" ونهائي مونديال 2014.

في 20 آذار/مارس 2018، نشرت الصحف الرياضية تقارير تُشير إلى أن النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي متورط في الأرجنتين من الناحية الإدارية وليس الفنية، لماذا؟ بحسب الصحف فإن ميسي هو من يختار مدرب المنتخب وأسماء اللاعبين الذين يجب أن يمثلوا المنتخب. من ناحية الخبرة والذكاء والتاريخ الذي قدمه في كرة القدم، لميسي الحق الكامل في أن يكون الآمر الناهي في منتخب الأرجنتين، لكن من الناحية الإدارية من غير المسموح أن يقود نجم بلداً بأكمله من رئيسه حتى أصغر موظفيه، ويُحدد خيارات بعيدة عن ملعبه وتتعلق بالإدارة حصراً.

ولو فرضنا صحة الكلام المُسرب في الصحف الرياضية العالمية، بخصوص تحكّم ميسي في المنتخب الأرجنتيني، فهذا الأمر يعني تحول المنتخب من مقاتلين على أرض الملعب إلى مجموعة أصدقاء يحضرون إلى المنتخب، يرتدون القميص، يلعبون لمدة 90 دقيقة، ثم يلتقون في حانة بعد اللقاء لحل أمور تتعلق بالحياة والعائلة وصداقة السنوات، أما "الغرينتا" على أرض الملعب فهي آخر ما يمكن أن يفكر فيه الجيل الحالي.


في المقابل، ربما فتحت قضية المهاجم ماورو إيكاردي هداف إنتر ميلان والدوري الإيطالي العيون أكثر على فكرة منتخب أصدقاء ميسي، وذلك لأن استبعاد مهاجم بحجم إيكاردي سجل 30 هدفاً في دوري قوي، يعني ارتكاب المدرب خورخي سامباولي خطأً قاتلاً، خصوصاً في ظل تراجع مستوى خط الهجوم في الفترة الأخيرة، والأمر بدا واضحاً في المباريات الودية.

صحيح أن ميسي هو القائد الأول في الأرجنتين، ولولا هذا اللاعب لما وصلت إلى بطولة كأس العالم 2018، لكن الأمور الإدارية يجب ألا تكون بيد أي لاعب، مهما كان حجمه وحتى لو كان ميسي، وبالتالي يجب أن يكون المدرب صاحب الكلمة الفصل لأنه سيتحمل بنسبة كبيرة مسؤولية ما سيحصل بعد 15 تموز/يوليو 2018.

المساهمون